تقترب الانتخابات النيابية (البرلمانية) في لبنان، ولو بعد تأجيل مستمر منذ عام 2013. مثل كثير من الدول التي استوردت النظام الديمقراطي وأسقطته على بنية قبلية وعشائرية، فهذه الانتخابات لا تمثل أيّ تغيير في النهج السياسي للسلطة وإدارتها- المفترضة - لمصالح المواطنين، سواء من خلال التشريعات البرلمانية أو من ناحية الحكومات وإجراءاتها التنفيذية.
كلّ ما هنالك أنّ الأحزاب المسيطرة يهمّها أن يبقى الوضع على ما هو عليه، لإبقاء سيطرتها، ومع هذه السيطرة تبقى مزاريب المال مفتوحة على آخرها، فلا ينبري حزب آخر أو قوة أخرى لاعتراض إلاّ إذا كانا غير راضيين بحصة من تلك الأموال والصفقات، ومعظمها من أموال الضرائب التي يدفعها الفقراء غالباً. يكاد ينسحب ذلك على معارضات تاريخية؛ إذ ترضى كذلك بحصص معينة لها تخريجات عديدة، حين يتسنى لها ذلك. أما المعارضون الحقيقيون فهم مغيّبون تماماً، ولا تسمع بهم في انتخابات أو في غيرها، ناهيك عن عدم قدرتهم على الوصول إلى المناصب أساساً وتمثيل أبناء الشعب.
اقــرأ أيضاً
بالوصول إلى الشعب نفسه، وتحديداً الناخبين (من بلغ عامه الواحد والعشرين)، فإنّ هؤلاء يوجَّهون كيفما ارتأت الأحزاب المسيطرة تلك. الأحزاب وزعماؤها يعتبرونهم رعايا لهم أساساً. والحزبية والطائفية من السهل استخدامهما في الانتخابات وغيرها، كما أنّ إلهاء الناس بتقديمات معينة ومعارك صغيرة وانتصارات وهمية، هي من التكتيكات الرائجة جداً. وعندما ينتبه الناس أنّ فريقهم الذي يعادي فريقاً آخر إنّما يشكل معه حكومة مثلاً أو قائمة انتخابية واحدة أو حتى يشاركه في حوار وتفاهم واتفاق، قد ينزعجون للوهلة الأولى، لكنّه مجرد ردّ فعل أولي بسيط جداً، بانتظار ظهور زعيم الحزب وتقديم الرؤية التي تصحح للرعايا ما ظنّوه به و"بعض الظنّ إثم" بل كلّه، إذ يبدأ الرعايا في تبرير الطارئ والتغافل عمّا ظنّوا به سابقاً بلحظة.
هذه الأحزاب، والبرلمانات والحكومات وحتى البلديات الناشئة عنها، يعبّر عنها المثل الشعبي "وَكَّلوا البسين باللحمة". يفسر الباحثون في الثقافة الشعبية المثل من شق واحد عادة، وهو المتعلق بالبسين (القط) المكلف باللحمة، والذي بالطبع سيخون الأمانة ويأكل اللحمة، فهي غريزته التي لا رادّ لها. مع ذلك، هم يغفلون عن الشق الثاني الأهم، وهو المتعلق بمن وكّلوا البسين، أي الناس أنفسهم الذين بدافع من مصالحهم الآنية الضيقة، أو تعصبهم، أو حتى غبائهم، ما زالوا يشاركون في مهازل انتخابية جاءت، طوال دورات، بمئات القطط النهمة التي لا رادّ لها عن أكل الوطن بأكمله، فهم من وكّلها بلحمتهم.
كلّ ما هنالك أنّ الأحزاب المسيطرة يهمّها أن يبقى الوضع على ما هو عليه، لإبقاء سيطرتها، ومع هذه السيطرة تبقى مزاريب المال مفتوحة على آخرها، فلا ينبري حزب آخر أو قوة أخرى لاعتراض إلاّ إذا كانا غير راضيين بحصة من تلك الأموال والصفقات، ومعظمها من أموال الضرائب التي يدفعها الفقراء غالباً. يكاد ينسحب ذلك على معارضات تاريخية؛ إذ ترضى كذلك بحصص معينة لها تخريجات عديدة، حين يتسنى لها ذلك. أما المعارضون الحقيقيون فهم مغيّبون تماماً، ولا تسمع بهم في انتخابات أو في غيرها، ناهيك عن عدم قدرتهم على الوصول إلى المناصب أساساً وتمثيل أبناء الشعب.
هذه الأحزاب، والبرلمانات والحكومات وحتى البلديات الناشئة عنها، يعبّر عنها المثل الشعبي "وَكَّلوا البسين باللحمة". يفسر الباحثون في الثقافة الشعبية المثل من شق واحد عادة، وهو المتعلق بالبسين (القط) المكلف باللحمة، والذي بالطبع سيخون الأمانة ويأكل اللحمة، فهي غريزته التي لا رادّ لها. مع ذلك، هم يغفلون عن الشق الثاني الأهم، وهو المتعلق بمن وكّلوا البسين، أي الناس أنفسهم الذين بدافع من مصالحهم الآنية الضيقة، أو تعصبهم، أو حتى غبائهم، ما زالوا يشاركون في مهازل انتخابية جاءت، طوال دورات، بمئات القطط النهمة التي لا رادّ لها عن أكل الوطن بأكمله، فهم من وكّلها بلحمتهم.