"وعدت نفسي بألّا أبكي اليوم"
جرعة مسكرة للحزن الشديد (جاستن سوليفان/ Getty)
قالت بهدوء: "أشعر بحرج شديد. وعدت نفسي بألّا أبكي اليوم". انطلاقاً من هذه العبارة، وغيرها من العبارات المشابهة، اختارت المعالجة النفسية ميغا بلياندا توجيه رسالة إلى مرضاها، نشرتها في موقع "سايكولوجي توداي"، وهي:
"عزيزي المريض،
هذه رسالة لك، ولكلّ واحد يتحلّى بالشجاعة لخوض تجربة العلاج. هذه الرسالة تأتي من أعماق قلبي، وآمل فقط أن أتمكن من إيصال أفكاري كما يجب. أريدك أن تعرف أنني أراك جالساً إلى جانبي على الأريكة. أستطيع أن أشعر بألمك وانزعاجك. عيناك تصيران زجاجيتين وأنت تقاوم الدموع. تحاول جاهداً أن تبقى متماسكاً. بكل صدق، أقدرك وأشجعك في اللحظة التي تقرّر فيها التوقف عن التحكم في مشاعرك. الدموع تنهمر بهدوء على وجهك، وأتمنى أن تشعر بالراحة بدلاً من العار. هذه الشجاعة هي ما آمله من أجلك.
أودّ أن أثني على قرارك بالقدوم اليوم. أعلم أنه كان أمراً سهلاً. ربّما تتطلّع إلى المجيء إلى هنا والتحدث إلي. ربّما هذا هو الجزء الوحيد من الأسبوع الذي يخصّك بالكامل. قد تكون رأيت تذكيراً على هاتفك وشعرت بالقلق على الفور. بعيداً عن المكان الذي كنت فيه في وقت سابق اليوم، أريدك أن تدرك أنه ليس من السهل اختيار العلاج. وأعترف أن هذا الخيار لن يكون بسيطاً يوماً لأن المجتمع أخبرك أنه مخجل.
للأسف، تطوّر البكاء منذ ذلك الحين وبات علامة على النرجسية والطفولية والانغماس في الذات. الملاحم البطولية في اليونان قديماً كانت تصور الرجال يبكون، على الرغم من أن الرجال مع مرور الوقت شُجعوا على أن يكونوا بلا عاطفة. وأصبح البكاء رمزاً للضعف بالنسبة لنا جميعاً. بعض الكتابات القديمة عن المشاعر وصفت الدموع بالمريحة والمهدئة، بل وجرعة مسكرة للحزن الشديد. على مرّ التاريخ، وصفت الدموع بأنها أحد أسباب الحد من الألم، كما أنها علامة على الصدق.
يجب أن تعلم أنه حين أراك تبكي، لا أرى ضعفاً أو شفقة على الذات. أنظر إليك وأرى أنك شجاع تتحدث عن ألم عميق، وعن أصعب لحظاتك، والصدمة الأكبر بالنسبة إليك. تحكي عن الألم والخسارة. في بعض الأحيان، تنطق كلمات لم تقلها يوماً بصوت عالي. اخترت أن تأتي للعلاج، وكان لديك الشجاعة لتشاركني هذه الدموع الثمينة.
اقــرأ أيضاً
لماذا هو أمر طبيعي جداً؟ الدموع هي أحد أدوار العيون، مع ذلك ينظر للبكاء بطريقة سلبية. ربما ينبغي علينا التشكيك في هذه السلبية، والنظر إلى البكاء كوسيلة لإراحة النفس. هي تمثّل الألم الذي يلحق بجسدك، وأريد أن أعطيك الإذن بالسماح لها بالخروج".
"عزيزي المريض،
هذه رسالة لك، ولكلّ واحد يتحلّى بالشجاعة لخوض تجربة العلاج. هذه الرسالة تأتي من أعماق قلبي، وآمل فقط أن أتمكن من إيصال أفكاري كما يجب. أريدك أن تعرف أنني أراك جالساً إلى جانبي على الأريكة. أستطيع أن أشعر بألمك وانزعاجك. عيناك تصيران زجاجيتين وأنت تقاوم الدموع. تحاول جاهداً أن تبقى متماسكاً. بكل صدق، أقدرك وأشجعك في اللحظة التي تقرّر فيها التوقف عن التحكم في مشاعرك. الدموع تنهمر بهدوء على وجهك، وأتمنى أن تشعر بالراحة بدلاً من العار. هذه الشجاعة هي ما آمله من أجلك.
أودّ أن أثني على قرارك بالقدوم اليوم. أعلم أنه كان أمراً سهلاً. ربّما تتطلّع إلى المجيء إلى هنا والتحدث إلي. ربّما هذا هو الجزء الوحيد من الأسبوع الذي يخصّك بالكامل. قد تكون رأيت تذكيراً على هاتفك وشعرت بالقلق على الفور. بعيداً عن المكان الذي كنت فيه في وقت سابق اليوم، أريدك أن تدرك أنه ليس من السهل اختيار العلاج. وأعترف أن هذا الخيار لن يكون بسيطاً يوماً لأن المجتمع أخبرك أنه مخجل.
للأسف، تطوّر البكاء منذ ذلك الحين وبات علامة على النرجسية والطفولية والانغماس في الذات. الملاحم البطولية في اليونان قديماً كانت تصور الرجال يبكون، على الرغم من أن الرجال مع مرور الوقت شُجعوا على أن يكونوا بلا عاطفة. وأصبح البكاء رمزاً للضعف بالنسبة لنا جميعاً. بعض الكتابات القديمة عن المشاعر وصفت الدموع بالمريحة والمهدئة، بل وجرعة مسكرة للحزن الشديد. على مرّ التاريخ، وصفت الدموع بأنها أحد أسباب الحد من الألم، كما أنها علامة على الصدق.
يجب أن تعلم أنه حين أراك تبكي، لا أرى ضعفاً أو شفقة على الذات. أنظر إليك وأرى أنك شجاع تتحدث عن ألم عميق، وعن أصعب لحظاتك، والصدمة الأكبر بالنسبة إليك. تحكي عن الألم والخسارة. في بعض الأحيان، تنطق كلمات لم تقلها يوماً بصوت عالي. اخترت أن تأتي للعلاج، وكان لديك الشجاعة لتشاركني هذه الدموع الثمينة.
لماذا هو أمر طبيعي جداً؟ الدموع هي أحد أدوار العيون، مع ذلك ينظر للبكاء بطريقة سلبية. ربما ينبغي علينا التشكيك في هذه السلبية، والنظر إلى البكاء كوسيلة لإراحة النفس. هي تمثّل الألم الذي يلحق بجسدك، وأريد أن أعطيك الإذن بالسماح لها بالخروج".
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
المزيد في مجتمع
