"وصال".. كيف يتحوّل طفل الشارع إلى مجرم خطير

24 مايو 2014
فيلم قصير بإنتاج ذاتيّ بسيط
+ الخط -
اتخذ مخرج الأفلام الروائية القصيرة، المصري يحيى شاهين، من الأطفال قضية أساسية في أعماله، إذ اعتبرهم مشروعا لا بدّ من الاهتمام به وتنميته قبل فوات الأوان "لئلا نبكي على اللبن المسكوب".

يطرح شاهين في فيلمه الجديد، "وصال"، المتوقّع مشاركته في العديد من المهرجانات الدولية بين موسكو والمغرب وفرنسا وبرلين، بعد ترجمته إلى ثلاث لغات، قضية الطفل، لا المصري فقط، بل والعربي بشكل عام، من خلال سرد لجريمة مجتمعية مسكوت عنها.

"العربي الجديد" التقى شاهين لمعرفة تفاصيل العمل، فشرح أنّه "روائي قصير في عشرين دقيقة، يتناول نشأة المجرم منذ ميلاده، ومَن السبب في إجرامه، ولماذا نحاسبه على أخطاء لم يرتكبها، ولم يكن له أدنى سبب فيها. فالبداية من الأب والأم والمجتمع.. كلّ هؤلاء تكاتفوا لإعلان ميلاد مجرم".

وأضاف شاهين: "معظم الشعوب العربية، للأسف الشديد، مهملة في تعاطيها مع الأطفال. فمن خلال الفيلم نرصد حكاية طفل هو نموذج كثيرين، والده مدمن مخدرات ووالدته لا تنتظر شيئا من طفلها، سوى أن يأتي لها بالأموال كلّ يوم. فتحوّل الطفل لدى الأب والأم إلى مجرّد (بيزنس). لا حنان أو معاملة جيدة ناهيك عن العنف والأسلوب غير الآدمي في التربية".

وسرد شاهين كيف أنّ الأبوين لا يكترثان لشيء، فيمارسان علاقتهما الحميمة أمام الأطفال، نتيجة معيشتهم جميعا في غرفة واحدة: "الإعلان الترويجي قد يعطي إيحاءً بالعنف، لكنّ الطفل الذي ينشأ في ظروف غير آدمية، لا بدّ  من أن يصبح مجرما خطيرا علينا وعلى نفسه وعلى وطنه". ويكمل: "حين نجد طفلا قرب إشارة المرور، عمره لا يتعدّى الخمس سنوات، يقفز من سيارة إلى سيارة ليذهب بالمال إلى أهله، فأين الطفولة والبراءة؟ أين المجتمع؟ وأين الأهل؟".

تساؤلات عديدة يطرحها الفيلم، الذي تم تصويره بشكل واقعي على مدار ثلاثة أيام كاملة داخل مناطق شعبية في مصر، مثل أحياء الدويقة وشبرا وأكتوبر.

وقال شاهين إنّه فوجىء "بوجود مناطق في حيّ الدويقة تُعتبَر تجمعا لإعطاء الأطفال حقن الماكس!". وتساءل يحيى: "جلست مع أطفال تبيّن أنّهم عاشوا في إحدى دور الأيتام لمدة 9 سنوات، وحين ذهبوا في رحلة تابعة للدار إلى منطقة الأهرام، أنزلهم السائق وتركهم مشرّدين دون التفكير بمصيرهم". ويدعو إلى "التكاتف لإنقاذ هؤلاء الأطفال".

وتحدّث عن "صعوبات من بعض الجهات الأمنية، لكنّ أهالي منطقة الدويقة تصدّوا لهم وطالبوهم بعدم تعطيلنا عن كشف المستور". وأشار إلى أنّ تكلفة الفيلم تحملها هو والممثلة، عبير الشاعر، وهي تقريبا 25 ألف جنيه.

وقال يحيى إنّ المطرب، محمد علي، أدّى أغنية الفيلم، ووصفه بأنّه "سيكون له مستقبل كبير، وهو الشخص نفسه الذي يجسّد شخصية العبيط في الفيلم".

الفيلم يشارك في بطولته أحمد الجوهري وعبير الشاعر، عن قصة سيناريو وحوار لأسماء يوسف، ومونتاج تامر جودة، وموسيقى تصويرية محمد السكري.

دلالات
المساهمون