"هطير من تاني" لـ حمزة نمرة: أغان عن كل شيء

06 مايو 2018
التنويع في أغاني الألبوم يجذب جمهوراً أوسع (فيسبوك)
+ الخط -
رغم أن مسيرة المغني المصري حمزة نمرة تعود إلى عام 1999، التي انضم فيها إلى فرقة "الحب والسلام"، إلا أن شهرته الحقيقية بدأت منذ ثمانية أعوام، بالتزامن مع ثورات الربيع العربي، التي انخرط فيها، غنّى لها؛ فأصدر ألبومه الشخصي الأول "احلم معايا" عام 2011، من إنتاج شركة "أوايكينغ"، التي أنتجت له، أيضاً، ألبومي "إنسان" و"اسمعني". لكن نمرة اختار أن يتابع مسيرته الفنية بشكل مستقل؛ إذ أنتج مؤخراً ألبومه الغنائي الرابع "هطير من تاني".

في حديثٍ إلى "العربي الجديد" مع حمزة نمرة، تناول النجم المصري تجربة الإنتاج المستقل، وكيفية تميّزها عن تجاربه السابقة. يقول: "إن الإنتاج المستقل يعطي الفنان إحساساً أكبر بالاستقلالية، رغم أن شركة "أوايكينغ" التي تعاملت معها، كانت تعطيني مطلق الحرية في ما يتعلق بخياراتي الفنية وتثق فيها، لذلك لا يمكن القول إن تجربة الإنتاج المستقل أثرت على خياراتي الفنية، لكن من الممكن أن أقول إنها جعلت عملية الإنتاج تتم بشكل أسرع؛ فأنا فنان ولا أفكر في العمل الفني بطريقة تجارية، ولا أنظر إلى الأمور كما ينظر إليها المنتجون، الذين يحسبون ألف حساب قبل الإقدام على أي خطوة الأرباح؛ فأنا كفنان يحرّكني شغفي الفني، وذلك ما يجعل تجربة الإنتاج المستقل تبدو كمجازفة".

يضم ألبوم نمرة الجديد عشر أغانٍ، وهي: "هطير من تاني"، و"شيكايو"، و"الواد العبيط"، و"زهرة"، و"بص بص"، و"ولا صحبة أحلى"، و"مدد"، و"شوية حبايب"، إضافة إلى نسختين من أغنية "داري يا قلبي"؛ الأولى "فول فيرجن"، والأخرى يؤدّيها على الغيتار.

تتميز أغاني الألبوم بتنوع كبير، وليس المقصود هنا التنويع في الأنماط الموسيقية، الذي اعتدنا على وجوده في الألبومات العربية، ابتداءً من ألبومات عمرو دياب في التسعينيات؛ حيث إن نمرة، وبالإضافة إلى التنويع في الأنماط الموسيقية، فإن ألبومه لا يقتصر على الثيمة العاطفية كألبومات دياب، بل إن موضوعات الألبوم متنوعة أيضاً، فيحتوي على أغانٍ لا تخلو من البعد السياسي، مثل "شيكايو" و"بص بص".

كما يحتوي على أغانٍ أخرى ذات طابع رومانسي تمجّد الألم، كأغنية "داري يا قلبي" و"ولا صحبة أحلى"، وأغانٍ عاطفية تبعث على التفاؤل مثل أغنية "هطير من تاني"، إلى جانب أغنية "مدد" الدينية. كما أنّ هناك أغاني يغلب عليها طابع المواعظ والنصح، مثل "الواد العبيط" و"زهرة". وعما إذا كان نمرة يلجأ إلى التنويع في مواضيع الألبوم والأنماط الموسيقية فيه كمحاولة لجذب شرائح أكبر من الجمهور، يقول الفنان: "إن التنويع في أغاني الألبوم يجذب بالتأكيد شرائح أكبر من الجمهور، وهو ليس بالأمر السيئ، لكن سبب التنوع في الأغاني التي أختارها هو أنني أتعامل مع كل أغنية بشكل مستقل، وأتبع شغفي كفنان باختيار الكلمات والمواضيع، وذلك ينطبق أيضاً على ما يقوم به الموزع الموسيقي "البروديوسر"، كريم عبد الوهاب، الذي قام بتوزيع أغاني الألبوم كلها".




يحتوي الألبوم على نسختين من أغنية "داري يا قلبي"، إحداهما يقتصر توزيعها على آلة الغيتار فقط، في حين أن الأخرى تتداخل في موسيقاها الآلات الوترية والإيقاعية. وعن السبب الذي دفع نمرة إلى إنتاج هاتين النسختين، يقول: "يعود السبب في ذلك إلى رغبة الجمهور؛ حيث إنني كنت قد غنيت جزءًا من الأغنية قبل إصدار الألبوم أثناء لقائي مع يسري فودة، وأحبت الناس الأغنية التي استخدمت فيها آلة الغيتار فقط؛ فكنت قلقاً من عدم تقبّل الناس للأغنية عندما تصدر بالمجموعة الكاملة "الفول رينجمنت" ألا يتقبلها الجمهور، لأنهم أحبوا نسخة الغيتار الهادئة أكثر؛ فالناس طلبوا مني أن أصدر نسختين من الأغنية، أغنية بالتوزيع "الأورجينال"، بالإضافة إلى نسخة "فيرجين" تقتصر على الغيتار.

وهناك فعلياً من يفضل أن يستمع إلى نسخة الغيتار الهادئة، وغيرهم ممن يفضلون أن يستمعوا إليها بالتوزيع الكامل".

كما ذكرنا، يستخدم نمرة في الألبوم أنماطاً موسيقية متنوعة، كالفلامنكو والإليكتريك ميوزك وغيرها. عن الأنماط التي يفضلها صاحب "لسّه العدل غياب"، يقول: "كل شكل من الأغاني له إحساسه الخاص والحالة الخاصة التي ترافقه، ولا أستطيع الحكم على أي شكل هو الأجمل".

لمع نجم حمزة نمرة بالتزامن مع ثورة يناير، الأمر الذي جعل أغانيه تقترن بفكرة الثورة، كأغنية "احلم معايا" التي أصدرها سنة 2011، لكن الألبوم الرابع البعيد زمنياً عن مرحلة الثورة، يبدو أنه ابتعد بعض الشيء عما كان يقدمه نمرة في ذلك الوقت، وذلك ليواكب قضايا الشباب في الوقت الحالي. يعلّق حول هذا الأمر: "كان لي الشرف بأن أشارك في الثورة بالطبع. لكن الزمن الذي مر من بعد الثورة لم يمر عليّ وحيداً، بل مر على الجمهور أيضاً، وأنا أحاول من خلال الفن الذي أقدمه أن أعكس حالة الشباب، فأغنية "داري يا قلبي" تعكس حالة الإحباط التي يمر بها الناس في الفترة الأخيرة".

فعلاً، فإن أغنية "داري يا قلبي" تمثّل حالة ما آلت إليه الثورة، وكذلك الأمر في أغنية سابقة للفنان، هي "لسّه العدل غياب"، التي أدّاها الفنان عام 2011، وإذا ما قارنّاها بالوضع الحالي، أي بعد سبع سنوات من إصدار الأغنية، فيبدو أنها تُحاكي الوضع الحالي في مصر، الذي تحطّمت على صخرته أحلام المصريين وطموحاتهم في ثورتهم.

عن الجمهور الذي يتوجه إليه في المرحلة الحالية، يقول: "الجيل الذي شاركت معه في الثورة لا يزال يستمع لأغنياتي، وذلك شرف كبير بالنسبة لي، كما أن هناك ممن كانوا معارضين للثورة ويختلفون معي في الرأي السياسي، تجاوزوا مسألة الاختلاف وبدأوا يضعون الأمور في نصابها الصحيح، فهذه الاختلافات في الرأي أصبحت لا تتعدى ذلك لتصل إلى مرحلة الكراهية، فنحن اليوم نحترم الآراء، وكل واحد منا يحترم رأي الآخر؛ لذلك فأنا اليوم ألاحظ أنه حتى الناس الذين كانوا مختلفين معي سياسياً أصبحوا يستمعون لأعمالي، وأنا أرى أن ذلك أمر إيجابي جداً، وأتمنى أن يستمر الحال على ما هو عليه".

يشار إلى أنه في الثاني عشر من الشهر الجاري، يقيم الفنان المصري حفلاً في لندن، يؤدّي فيه أغاني من ألبومه الجديد، "هطير من تاني".

المساهمون