كان للعاصفة "هدى"، كما سماها الغزاويون، تأثيراً كبيراً على أهالي قطاع غزة، الذين ما زال كثيرون منهم في الخيم أو الكرفانات أو المدارس، ينتظرون أن تتحقق وعود إعادة الإعمار، حتى يعودوا إلى بيوتهم التي دُمرت خلال العدوان الإسرائيلي الأخير. لم ترحم العاصفة هؤلاء.. سقطت أسقف منازلهم فوق رؤوسهم، ودمرت البنى التحتية المهترئة أصلاً، وأدت إلى اندلاع حرائق في عدد من المنازل، وانقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 18 ساعة يومياً.
في منطقة خزاعة، شرق مدينة خانيونس، يخشى الأهالي، الذين يسكنون الكرفانات، من تسرب مياه الأمطار إليها، خصوصاً في حال استمرار العاصفة، ويخافون أن تستمر معاناتهم طويلاً. أحمد قديح، هو أحد هؤلاء، يعيش وأسرته في كرفان منذ نحو ثلاثة أشهر. قبل نحو شهر، عمل وجيرانه على حفر قناة، لمنع دخول مياه الأمطار إلى كرفانه. لكنه يلفت إلى أن "العاصفة هدى كانت أقوى مما توقعنا". لذلك يخشى أن تغمره مياه الأمطار.
يوضح قديح لـ"العربي الجديد" أن "الكرفانات في الوقت الحالي تحمينا من البرد. مع ذلك، أصيب ابني بنزلة معوية (التهاب معوي معدٍ) بسبب البرد، ما استدعى نقله إلى المستشفى، حاله كحال أطفال كثيرين".
يختلف المشهد تماماً في حي الشجاعية، خصوصاً أن البعض لم يجد بديلاً عن السكن في منازلهم المدمرة جزئياً، بعدما عملوا على تغطية أسقفها أو الجدران المدمرة بالبطانيات. يقول أحمد جندية لـ"العربي الجديد": "ما زلنا ننتظر وعود الإعمار وغيرها"، لافتاً إلى أننا "كنا نتوقع أن نعاني، بسبب عدم الاستجابة لأبسط المطالب". يضيف: "نلجأ إلى التدفئة من خلال إشعال الفحم". جاره محمد الصوالحي، الذي اقتلعت الرياح خيمته التي نصبها منذ أكثر من شهر أمام منزله، انتقل للسكن في منزل جاره المدمر جزئياً، علّه يحمي عائلته من البرد. يقول لـ"العربي الجديد": "لم يحدث أن ضربتنا عاصفة بهذه القوة". يضيف: "لا أعرف كيف أصف وضعي، خصوصاً أنني لا أملك بيتاً أو خيمة".
أدت العاصفة إلى توقف العمل في المؤسسات الحكومية والخاصة. وأعلنت وزارة التربية والتعليم ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) تعليق الدراسة أمس، تفادياً لأية أضرار قد تصيب التلاميذ أو الموظفين. لكن أضراراً ضخمة أصابت المواطنين داخل منازلهم. في منطقة الزوايدة، وسط القطاع، تمكنت طواقم الدفاع المدني من إنقاذ مواطنين، بعد سقوط السقف الإسمنتي فوق رؤوسهم، ما أدى إلى إصابتهم".
وفي مخيم النصيرات، أصيب أربعة مواطنين بجروح طفيفة، بعد اندلاع حريق في منزل يعود لعائلة صقر، نتيجة ماس كهربائي، ما أدى إلى احتراق أثاث المنزل بالكامل.
في منزل آخر في دير البلح، شبّ حريق بسبب شمعة. ومنع الطقس الماطر والعاصف فريق الدفاع المدني من الوصول، قبل أن يتمكن أخيراً من ذلك. وفي غزة، أصيب مواطنان، جراء سقوط خزانات مياه على منزل أحد المواطنين الذي كان نائماً.
وبحثت قيادة العمليات المركزية في وزارة الداخلية مع جهاز الدفاع المدني، سبل مساعدة المواطنين ومواجهة المنخفض الجوي. فيما أكد مدير الدفاع المدني، سعيد السعودي، أن هناك جهوزية تامة لإدارة الأزمات التي قد تحدث فجأة، على الرغم من الإمكانيات القليلة. في السياق، قال لـ"العربي الجديد" إن "جميع المعدات التي يمتلكها الجهاز قديمة جداً، وقد تتعطل في أية لحظة. لذلك، أناشد جميع المؤسسات الدولية الوقوف بجانبنا لتجنب حدوث أزمات".
من جهته، أكد مدير المكتب الإعلامي للدفاع المدني، محمد الميدنة، لـ"العربي الجديد" أن طواقمهم في المدينة نفذت نحو 80 مهمة منذ بدء العاصفة، لافتاً إلى وجود إصابات، إلا أنه لم يتم إحصاؤها بعد. وأخلت الطواقم 20 مواطناً من بيوتهم، بعدما أغرقتها المياه. كذلك، تسببت الرياح القوية في اقتلاع أشجار وأعمدة، وسقط 29 سقفاً.
لا زيارات للأسرى
يعاني الأسرى الفلسطينيون (في الضفة الغربية)؛ بسبب قلة الأغطية وعدم توفر مستلزمات التدفئة، ما دفعهم إلى مناشدة ذويهم بعدم زيارتهم في سجون الاحتلال. وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن توقف الزيارات خلال اليومين الماضيين، بسبب سوء الأحوال الجوية. وفي رام الله، أقفلت المحال التجارية أبوابها، باستثناء بعض المخابز والصيدليات.
في منطقة خزاعة، شرق مدينة خانيونس، يخشى الأهالي، الذين يسكنون الكرفانات، من تسرب مياه الأمطار إليها، خصوصاً في حال استمرار العاصفة، ويخافون أن تستمر معاناتهم طويلاً. أحمد قديح، هو أحد هؤلاء، يعيش وأسرته في كرفان منذ نحو ثلاثة أشهر. قبل نحو شهر، عمل وجيرانه على حفر قناة، لمنع دخول مياه الأمطار إلى كرفانه. لكنه يلفت إلى أن "العاصفة هدى كانت أقوى مما توقعنا". لذلك يخشى أن تغمره مياه الأمطار.
يوضح قديح لـ"العربي الجديد" أن "الكرفانات في الوقت الحالي تحمينا من البرد. مع ذلك، أصيب ابني بنزلة معوية (التهاب معوي معدٍ) بسبب البرد، ما استدعى نقله إلى المستشفى، حاله كحال أطفال كثيرين".
يختلف المشهد تماماً في حي الشجاعية، خصوصاً أن البعض لم يجد بديلاً عن السكن في منازلهم المدمرة جزئياً، بعدما عملوا على تغطية أسقفها أو الجدران المدمرة بالبطانيات. يقول أحمد جندية لـ"العربي الجديد": "ما زلنا ننتظر وعود الإعمار وغيرها"، لافتاً إلى أننا "كنا نتوقع أن نعاني، بسبب عدم الاستجابة لأبسط المطالب". يضيف: "نلجأ إلى التدفئة من خلال إشعال الفحم". جاره محمد الصوالحي، الذي اقتلعت الرياح خيمته التي نصبها منذ أكثر من شهر أمام منزله، انتقل للسكن في منزل جاره المدمر جزئياً، علّه يحمي عائلته من البرد. يقول لـ"العربي الجديد": "لم يحدث أن ضربتنا عاصفة بهذه القوة". يضيف: "لا أعرف كيف أصف وضعي، خصوصاً أنني لا أملك بيتاً أو خيمة".
أدت العاصفة إلى توقف العمل في المؤسسات الحكومية والخاصة. وأعلنت وزارة التربية والتعليم ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) تعليق الدراسة أمس، تفادياً لأية أضرار قد تصيب التلاميذ أو الموظفين. لكن أضراراً ضخمة أصابت المواطنين داخل منازلهم. في منطقة الزوايدة، وسط القطاع، تمكنت طواقم الدفاع المدني من إنقاذ مواطنين، بعد سقوط السقف الإسمنتي فوق رؤوسهم، ما أدى إلى إصابتهم".
وفي مخيم النصيرات، أصيب أربعة مواطنين بجروح طفيفة، بعد اندلاع حريق في منزل يعود لعائلة صقر، نتيجة ماس كهربائي، ما أدى إلى احتراق أثاث المنزل بالكامل.
في منزل آخر في دير البلح، شبّ حريق بسبب شمعة. ومنع الطقس الماطر والعاصف فريق الدفاع المدني من الوصول، قبل أن يتمكن أخيراً من ذلك. وفي غزة، أصيب مواطنان، جراء سقوط خزانات مياه على منزل أحد المواطنين الذي كان نائماً.
وبحثت قيادة العمليات المركزية في وزارة الداخلية مع جهاز الدفاع المدني، سبل مساعدة المواطنين ومواجهة المنخفض الجوي. فيما أكد مدير الدفاع المدني، سعيد السعودي، أن هناك جهوزية تامة لإدارة الأزمات التي قد تحدث فجأة، على الرغم من الإمكانيات القليلة. في السياق، قال لـ"العربي الجديد" إن "جميع المعدات التي يمتلكها الجهاز قديمة جداً، وقد تتعطل في أية لحظة. لذلك، أناشد جميع المؤسسات الدولية الوقوف بجانبنا لتجنب حدوث أزمات".
من جهته، أكد مدير المكتب الإعلامي للدفاع المدني، محمد الميدنة، لـ"العربي الجديد" أن طواقمهم في المدينة نفذت نحو 80 مهمة منذ بدء العاصفة، لافتاً إلى وجود إصابات، إلا أنه لم يتم إحصاؤها بعد. وأخلت الطواقم 20 مواطناً من بيوتهم، بعدما أغرقتها المياه. كذلك، تسببت الرياح القوية في اقتلاع أشجار وأعمدة، وسقط 29 سقفاً.
لا زيارات للأسرى
يعاني الأسرى الفلسطينيون (في الضفة الغربية)؛ بسبب قلة الأغطية وعدم توفر مستلزمات التدفئة، ما دفعهم إلى مناشدة ذويهم بعدم زيارتهم في سجون الاحتلال. وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن توقف الزيارات خلال اليومين الماضيين، بسبب سوء الأحوال الجوية. وفي رام الله، أقفلت المحال التجارية أبوابها، باستثناء بعض المخابز والصيدليات.