وتتعلق تلك التساؤلات تحديداً بمدى إمكانية أن يكون العراق ساحة جديدة، على غرار سورية، تهاجم من خلالها إسرائيل النفوذ والتموضع العسكري الإيراني في المنطقة، أم يتحول لنقطة للتعاون السري بين إسرائيل ودول عربية في المنطقة؟
وبحسب التقرير، فإن الرسائل التي تبثها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، في وسائل الإعلام المختلفة عبر تقارير تطرح السؤالين أعلاه: هل العراق هي جبهة جديدة تخوضها إسرائيل في الحرب ضد إيران، وفقا للتقارير التي تسربها الاستخبارات الإسرائيلية؟ أم أن العراق وعلى العكس من التسريبات المذكورة، هي دولة حليفة سرية، حتى لو لم تشارك في الحرب ضد إيران، فإنها لا تعرقل العمليات الأجنبية، الإسرائيلية والأميركية أو السعودية، في إدارة هذه الدول لحربها ضد إيران على الأراضي العراقية.
ونقل برئيل، في هذا السياق، عن مصادر دبلوماسية أوروبية أن ممثلين عن إسرائيل يعقدون منذ فترة لقاءات سرية مع شخصيات في الحكومة العراقية، وأن بعض هذه اللقاءات عقدت في إسرائيل.
وأشار التقرير إلى الهجومين اللذين نفذا ضد مواقع وأهداف إيرانية في العراق، في محافظة صلاح الدين، وفي معسكر أشرف، شرقي العاصمة بغداد، دون أن يصدر أي رد رسمي من الحكومة العراقية على الهجومين.
وأوضح برئيل في تقريره أن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، كان قد قام بزيارة عاجلة لبغداد في مايو/ أيار الماضي، وحذر الحكومة العراقية من مواصلة نقل ونصب صواريخ إيرانية بعيدة المدى من طراز "زلزال" و"الفاتح" التي يتراوح مداها بين 200-700 كيلومتر في المناطق الشمالية للعراق، بما يشكل خطرا على أمن دولة الاحتلال. وبين التقرير أن إسرائيل كانت زودت بومبيو بصور جوية للصواريخ الباليستية ومواقع إطلاقها.
وحذر بومبيو العراق من أن دولة الاحتلال قد تستهدف هذه المواقع إذا لم يتم إخراج الصواريخ منها.
وبحسب برئيل، فإنه في حال كانت إسرائيل من نفذت الهجومين، فإنه من الواضح أن المقاتلات من طراز "إف 35" التي قامت بالعملية اتخذت مسارها من فوق الأراضي السورية، تحت سمع وبصر أجهزة وشبكات الرادار الروسية، وأن إسرائيل لم تكن لتقوم بهذه العملية عبر اجتياز الأجواء الأردنية، بفعل التوتر بين الأردن وإسرائيل حاليا ومنع أي حرج للمملكة الأردنية الهاشمية.
إلى ذلك، استذكر أن الولايات المتحدة رصدت لإسرائيل مبلغ 4.5 مليارات دولار بعد القرار الأميركي بالانسحاب من العراق، ومنحت دولة الاحتلال ضوءا أخضر.
وتركز دولة الاحتلال، بشكل لافت للنظر في الأسابيع الأخيرة، على طرح الوجود الإيراني في العراق، كعامل خطر يهدد الأمن الإسرائيلي، سواء من خلال المليشيات الموالية لإيران والعاملة في العراق، ويمكن نقلها للعمل ضد إسرائيل في سورية، أو إبراز موضوع نقل أسلحة متطورة عبر العراق إلى سورية ولبنان، واحتمال أن تكون إيران حددت العراق كمنصة لإطلاق صواريخها بعيدة المدى باتجاه إسرائيل.