ومع شنّ إسرائيل الأسبوع الماضي، وفقاً لتقديرات مختلفة، بينها لرئيس مركز أبحاث الأمن القومي، الجنرال عاموس يدلين، غارة على أهداف إيرانية في العراق، واصلت الجهات الإسرائيلية الزعم أنّ إيران تسعى لاستغلال الأراضي العراقية، عبر تعزيز وجود مليشيات شيعية تابعة لها، لنقطة انطلاق لتوجيه ضربات صاروخية ضد إسرائيل في حال اندلاع مواجهة بين الطرفين.
وكانت تقارير، أفادت بتنفيذ إسرائيل غارتين خلال الأيام الماضية، على مخزن للصواريخ الباليستية شمالي بغداد.
وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، أنّ جهات في جهاز الأمن والاستخبارات الإسرائيلية، تعتبر أن الوجود الإيراني في العراق يشكل تهديداً للأمن الإسرائيلي.
وبحسب هذه المصادر، فإنّ إيران تنقل أسلحة متطورة وصواريخ يتراوح مداها بين 200 و700 كم، قادرة على الوصول إلى كل نقطة في إسرائيل، وهي صواريخ دقيقة الإصابة وأكثر دقة وتطوراً من الأسلحة والصواريخ الموجودة بحوزة "حزب الله" في لبنان.
ووفقاً لهذه التقديرات، فإنّ إيران تنقل هذه الصواريخ إلى مناطق في شمالي العراق، ومن شأنها أيضاً أن تنقل مثل هذه الصواريخ إلى كل من سورية ولبنان.
وكانت تقارير إسرائيلية سابقة زعمت أنّ إيران قد تنقل الأسلحة المتطورة إلى لبنان من خلال الطرق المائية، عبر البحر.
ومنذ ما قبل إقرار وتوقيع الاتفاق النووي بين إيران والدول الغربية، تدعي دولة الاحتلال الإسرائيلي، أن الاتفاق المذكور يعاني من نقص كبير لأنه لا يتطرق إطلاقاً إلى المشروع الصاروخي الإيراني، إذ طالبت دولة الاحتلال، بأن يتم فرض قيود أيضاً على النشاط الإيراني في مجال تطوير الصواريخ بعيدة المدى والعابرة للقارات.
ومع أن دولة الاحتلال تحافظ على صمت رسمي بهذا السياق، إلا أن تلميحات مختلفة صدرت عن وسائل الإعلام الإسرائيلية وجهات مختلفة، أشارت إلى أن إسرائيل هي الطرف الذي يقف وراء الهجوم المذكور، خصوصاً وأنّ الولايات المتحدة أصدرت في حينه بياناً رسمياً نفت فيه وزارة الدفاع الأميركي أن تكون الولايات المتحدة هي التي نفذت الغارة على الموقع المذكور.
ولفتت صحيفة "هآرتس" اليوم، إلى أنه خلافاً لسورية، فإنّ تنفيذ غارات إسرائيلية ضد أهداف إيرانية في العراق، قد يصطدم بموقف أميركي معارض، لا سيما وأن الرئيس ترامب معني بتثبيت الاستقرار في العراق، ومن شأن كل هجوم أو عملية إسرائيلية أن تضعضع هذا الاستقرار.
ويدعي الاحتلال أنّ إيران تستغل مليشيات شيعية تابعة لها على الأراضي العراقية، لتنفيذ عمليات مختلفة، من دون أن تكون إيران مضطرة للاعتراف بالمسؤولية عنها، ومن شأن إيران الدفع بهذه المليشيات إلى سورية ولبنان وتفعيلها ضد إسرائيل.