"نيويورك تايمز" تقر بخطأ نشر مقالة دعت إلى تدخل الجيش الأميركي

05 يونيو 2020
قالت الصحيفة إن الافتتاحية لم ترقَ لمعاييرها (درو أنغيرير/Getty)
+ الخط -
أصدرت صحيفة "نيويورك تايمز" بياناً أمس الخميس، أقرّت فيه بأن مقالة نشرتها للسيناتور الجمهوري توم كوتون لم ترقَ إلى معاييرها التحريرية، بعد احتجاج عشرات الموظفين على الافتتاحية التي دعا فيها إلى نشر الجيش في المدن الأميركية، للسيطرة على الاحتجاجات الحالية المناهضة للعنصرية، إثر مقتل الأفروأميركي جورج فلويد على يد شرطي أبيض.

ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن المراجعة "أوضحت أن عملية تحرير سريعة أدت إلى نشر مقالة افتتاحية لا تلبي معاييرنا. ونتيجة لذلك، نخطط لدراسة تغييرات قصيرة وطويلة الأجل، لتشمل توسيع عملية التحقق من الأخبار وتقليل عدد الافتتاحيات المنشورة".

مقالة توم كوتون نُشرت في قسم المقالات الافتتاحية الذي يعمل منفصلاً عن غرفة الأخبار، لكن الموظفين في كليهما اعترضوا علناً. وتداول صحافيون في "نيويورك تايمز" تغريدة موحدة تظهر عنوان مقالة كوتون "انشروا القوات"، معلقين أن نشر هذا الرأي يعرض "الموظفين السود في (نيويورك تايمز) للخطر".

وكان ناشر الصحيفة "إيه. جي. سالزبرغر" دافع عن قرار النشر، قائلاً إنه يتفهم خيبة أمل الموظفين وإحساسهم بالأذى جراء نشر مقالة كوتون، لافتاً إلى أنه استمع إلى كثيرين، و"سيواصل الاستماع إلى المزيد من الموظفين خلال الأسابيع المقبلة، بدءاً بمجموعات صغيرة من الزملاء السود الذين يغطون الأحداث ويعيشونها في الوقت نفسه".

وأضاف سالزبرغر: "أنا أؤمن بمبدأ الانفتاح على الآراء، حتى تلك التي قد نختلف معها، وقد نُشرت هذه المقالة بهذه الروحية. لكن من الضروري أن نستمع ونتأمل في المخاوف التي أبداها كثيرون"، مردفاً ""نحن لا ننشر أي رأي، بل يجب أن يكون المكتوب دقيقاً ويستكشف بنيّة حسنة قضايا اليوم".

كما نشر محرر المقالات الافتتاحية، جيمس بينيت، سلسلة تغريدات مساء الأربعاء، شرح فيها قراره بنشر مقالة كوتون، مشيراً إلى مقالات افتتاحية سابقة دافعت فيها هيئة التحرير وكتّاب الرأي عن الاحتجاجات. لكنه قال إن القسم "يدين لقرائنا بعرض الحجج المضادة، ولا سيما تلك التي يقدمها أشخاص في وضع يسمح لهم بوضع السياسات".

وخلص بينيت إلى القول إنه "يتفهم أن العديد من القراء يجدون أن حجة السيناتور كوتون مؤلمة بل وخطيرة... ونعتقد أن هذا أحد الأسباب التي تتطلب فحص وتدقيق الجمهور".

في المقابل، أصدرت نقابة "ذا نيوزغيلد أوف نيويورك" التي تمثل صحافيي "نيويورك تايمز" بياناً، أمس الأربعاء، اعتبرت فيه أن المقالة "تروج للكراهية"، وتحديداً "وسط هذه اللحظة الحاسمة في التاريخ الأميركي"، متهمة مقالة كوتون بـ "صب الزيت على النار"، ومشددة على أن مسؤولية المؤسسات الإعلامية "مساءلة السلطة، وليس تضخيم صوتها من دون أي سياق وحذر".

كان السيناتور الجمهوري توم كوتون دعا في مقالته إلى تدخل الجيش الأميركي لوضع حد للتظاهرات التي اندلعت في مدن عدة حول البلاد. وكتب "أمر واحد سيعيد النظام إلى شوارعنا: استعراض القوة الساحقة لتفريق واحتجاز وردع منتهكي القانون".

المساهمون