30 يونيو 2016
"نوى" وموسيقى فلسطين
لفت مدير المؤسسة الفلسطينية للتنمية الثقافية (نوى)، الفنان نادر جلال، نظري، إلى أن المؤسسة، التي قرّرت أن إعادة الاعتبار للأصوات المفقودة، أنتجت حتى الآن، أسطوانتين لفرقتها المكونة مما يزيد على ثلاثين مغنياً وموسيقياً من فلسطين التاريخية، لروحي الخماش ومحمد غازي، وقدمت عروضاً عديدة حية للأسطوانتين، بعد إنتاجهما بدعم من مؤسسة عبد المحسن القطان، ومجموعة الاتصالات الفلسطينية. وكشف جلال عن أنه، ولأسبابٍ مالية، تعذّر القيام بمزيد من العروض، ويتعذّر إنتاج عشرات الأسطوانات النادرة لفنانين فلسطينيين اشتهروا قبل النكبة في العام 1948.
وهكذا، خرجت من لقاء مطول في مقر "نوى" مع العزيز نادر جلال، وأنا فاقد القدرة على التركيز، وأحياناً النطق، خجلاً من نفسي، ومتحسّراً على وطنٍ لا يعرف شيئاً عن غنى ماضيه وعمق تراثه. أعترف أن ثقافتي الموسيقية ضعيفة، على الرغم من حبي الكبير للموسيقى، وإنني أحاول، دوماً، تطويرها وتعميقها. كنت أعرف، بشكل عام، أن هناك مؤلفات موسيقية فلسطينية قبل عام 1948، وأعرف عن زياراتٍ قام بها شعراء وفنانون عرب شهيرون إلى يافا والقدس، تأكيداً على مركزية دور المدينتين الكبير ثقافياً وعمرانياً وصناعياً وفنياً قبل 1948.
فاجأتني حقيقة حجم إسهام الموسيقيين الفلسطينيين في نهضة الموسيقى العربية. قال لي نادر جلال إنه بالمصادفة عثر على هذا البيت، واتخذه مقراً للمؤسسة، والمفارقة أنه اكتشف أنه من مواليد هذا البيت، وأن أحد أبنائه هو أخوه بالرضاعة. وأضاف "جعل هذا كله انتمائي وعلاقتي بهذا المكان حميمياً وخاصاً، وزادني حماسةً لمواصلة مشروعي في جمع تراث الموسيقيين الفلسطينيين قبل عام 48 وأرشفته".
أعرف نادر منذ عشرين عاماً، لكني لم أره بهذا الحماس والحدة في الانفعالات، وهو يتحدث عن حلمه الكبير، في جمع تراث الفلسطينيين الموسيقي. يسافر نادر إلى دول عديدة بحثاً عن آثار موسيقية وأبحاث وأخبار لموسيقيين فلسطينيين غادرونا، لكن أحفادهم وأبناءهم مازالوا يحتفظون بآثارهم وتفاصيل حياتهم وإنجازاتهم. بدأ نادر برنامج استعادة التراث تحت عنوان "هنا القدس"، مع الفنان روحي الخماش الذي كان من أشهر فناني إذاعة "هنا القدس" في الثلاثينيات، حيث عمل رئيساً للفرقة الفنية التابعة للإذاعة، وعاد إلى العراق عام 1948، حيث أسهم بشكل كبير في إغناء الحياة الموسيقية العراقية، وعمل مدرساً في معهد الفنون الجميلة في بغداد، وأسّس فرقاً موسيقية قدمت مؤلفاته في ألوان موسيقية عدة، كالموشحات والأناشيد الدينية والأغاني الوطنية. أصدرت "نوى" ألبوماً لمؤلفات الخماش الموسيقية في الموشحات، واحتفت بذكراه في احتفال غنائي كبير في قصر الثقافة في رام الله قبل عام.
أربعون اسماً لموسيقيين فلسطينيين، بعد روحي الخماش في قائمة برنامج "هنا القدس". يقول نادر إنه شرع في البحث عن أرشيف الفنان محمد غازي، يليه آخرون كان لهم دور عظيم في نهضة فلسطين موسيقياً، قبل نهوض عدة دول غربية. من الأسماء: رياض البندك، يحيى اللبابيدي، رجب الأكحل، أبو سعيد الحطيني، يوسف بطروني، يوسف خاشو، إبراهيم عبد العال، جليل ركب، وآخرون كثيرون.
تحية إلى شخص نادر جلال الذي مازال صامداً ومتحمساً ومتفرّغاً لحلمه، على الرغم من كل المحبطات من نقص التمويل، ومن تجاهل المؤسسات الرسمية، كل الحب إلى مؤسسة "نوى".
وهكذا، خرجت من لقاء مطول في مقر "نوى" مع العزيز نادر جلال، وأنا فاقد القدرة على التركيز، وأحياناً النطق، خجلاً من نفسي، ومتحسّراً على وطنٍ لا يعرف شيئاً عن غنى ماضيه وعمق تراثه. أعترف أن ثقافتي الموسيقية ضعيفة، على الرغم من حبي الكبير للموسيقى، وإنني أحاول، دوماً، تطويرها وتعميقها. كنت أعرف، بشكل عام، أن هناك مؤلفات موسيقية فلسطينية قبل عام 1948، وأعرف عن زياراتٍ قام بها شعراء وفنانون عرب شهيرون إلى يافا والقدس، تأكيداً على مركزية دور المدينتين الكبير ثقافياً وعمرانياً وصناعياً وفنياً قبل 1948.
فاجأتني حقيقة حجم إسهام الموسيقيين الفلسطينيين في نهضة الموسيقى العربية. قال لي نادر جلال إنه بالمصادفة عثر على هذا البيت، واتخذه مقراً للمؤسسة، والمفارقة أنه اكتشف أنه من مواليد هذا البيت، وأن أحد أبنائه هو أخوه بالرضاعة. وأضاف "جعل هذا كله انتمائي وعلاقتي بهذا المكان حميمياً وخاصاً، وزادني حماسةً لمواصلة مشروعي في جمع تراث الموسيقيين الفلسطينيين قبل عام 48 وأرشفته".
أعرف نادر منذ عشرين عاماً، لكني لم أره بهذا الحماس والحدة في الانفعالات، وهو يتحدث عن حلمه الكبير، في جمع تراث الفلسطينيين الموسيقي. يسافر نادر إلى دول عديدة بحثاً عن آثار موسيقية وأبحاث وأخبار لموسيقيين فلسطينيين غادرونا، لكن أحفادهم وأبناءهم مازالوا يحتفظون بآثارهم وتفاصيل حياتهم وإنجازاتهم. بدأ نادر برنامج استعادة التراث تحت عنوان "هنا القدس"، مع الفنان روحي الخماش الذي كان من أشهر فناني إذاعة "هنا القدس" في الثلاثينيات، حيث عمل رئيساً للفرقة الفنية التابعة للإذاعة، وعاد إلى العراق عام 1948، حيث أسهم بشكل كبير في إغناء الحياة الموسيقية العراقية، وعمل مدرساً في معهد الفنون الجميلة في بغداد، وأسّس فرقاً موسيقية قدمت مؤلفاته في ألوان موسيقية عدة، كالموشحات والأناشيد الدينية والأغاني الوطنية. أصدرت "نوى" ألبوماً لمؤلفات الخماش الموسيقية في الموشحات، واحتفت بذكراه في احتفال غنائي كبير في قصر الثقافة في رام الله قبل عام.
أربعون اسماً لموسيقيين فلسطينيين، بعد روحي الخماش في قائمة برنامج "هنا القدس". يقول نادر إنه شرع في البحث عن أرشيف الفنان محمد غازي، يليه آخرون كان لهم دور عظيم في نهضة فلسطين موسيقياً، قبل نهوض عدة دول غربية. من الأسماء: رياض البندك، يحيى اللبابيدي، رجب الأكحل، أبو سعيد الحطيني، يوسف بطروني، يوسف خاشو، إبراهيم عبد العال، جليل ركب، وآخرون كثيرون.
تحية إلى شخص نادر جلال الذي مازال صامداً ومتحمساً ومتفرّغاً لحلمه، على الرغم من كل المحبطات من نقص التمويل، ومن تجاهل المؤسسات الرسمية، كل الحب إلى مؤسسة "نوى".