"نكهة العرب" على موائد الإسبان

01 نوفمبر 2014
المؤلف صلاح أبوعلي في برنامج تلفزيوني (العربي الجديد)
+ الخط -
نزل من رصيف الفنار القديم بجوار تمثال كولومبوس، ورأى المدينة فأحبّها وقرّر البقاء فيها لإكمال تعليمه الجامعي.
كان ذلك قبل أربعة عقود ونيّف. درس صلاح الطب وتخصص في الأمراض الجلدية، وآثر ألا يلتحق بالوظيفة الميري كما فعل زملاؤه المغتربون.
فتح عيادته الخاصة، وواصل كفاحه، بهدف تحقيق طموحه، حتى تزوج من مدرّسة كتالونية، واستقر في "حي غراسيا" ذي الطابع اليساري، مع أولاده الثلاثة ومكتبة بخمس لغات.
مضى الزمن وصار صلاح مدرساً للفلسفة في جامعة برشلونة التي تخرّج فيها. وخلال سنوات طويلة واظب على كتابة مقال أسبوعي في صحيفة البريدكو (أفضل صحف كتالونيا)، ثم انقطع عنها بسبب الرقابة.
فيما بعد، وعبر مئات المقالات والندوات والحضور الاجتماعي، كرّس نشاطه للتعريف بفلسطين وقضايا العرب المعاصرين، محاولاً نقد الدعاية الصهيونية في بلد يرزح تحت سطوتها. فأصبح صلاح مرجعاً لدى الإسبان مختصاً في هذا الشأن.
نكتب هذا التعريف "العربي" به بمناسبة صدور طبعة جديدة من كتابه "نكهة العرب" وسط احتفاء صحافي؛ إذ تخطّى الكتاب حاجز المئة ألف نسخة في أسواق التوزيع داخل إسبانيا.
ليس هذا بالطبع الكتاب الوحيد لصلاح، فقد خطّ بعده ستة كتب بالإسبانية والكتالانية، نذكر منها: رواية "بعيداً عن الأفق المعطّر"، وكتاب "فلسطين: احتلال ومقاومة"، وكتاب "مقاومة الحروب الكونية" بالاشتراك مع نعوم تشومسكي وطارق علي، فضلاً عن كتابه الأخير "ما يجب أن تعرفه عن العرب"، وبعض تلك الكتب صدر بعدة طبعات.
كما أنّ "نكهة العرب" ليس الكتاب الأهم لديه، لكنّه الكتاب الأول الذي شهره وجعله مادة تقارير موسّعة وحوارات في "التايم" و"الباييس" و"الموندو" وسواها من الصحف الكبيرة.
اليوم، تخطى صلاح القادم من فكرة القوميين العرب هذا الرقم، لينتقل إلى تقديم المطبخ الفلسطيني الشعبي، مطبخ أمه وجدته وخالاته، مع حكايات وذكريات ترافِق كل وصفة وكل طبخة. عسى أن يتذوّقها القارئ الإسباني فيجد نفسه قريباً من ذاك الأفق المعطّر بالنكهة العربيّة.
المساهمون