"نعم" للدولار في 2015؟

11 مارس 2015
الدولار يستعيد قوته ويتجه نحو الصعود (Getty)
+ الخط -
في ظل انتعاش الاقتصاد الأميركي، وهبوط أسعار النفط، يبحث وسطاء المال عن أدوات جديدة لاستثمارها، ولا شك في أن الاتجار بالعملات يعد من أخطر المضاربات داخل أسواق المال، نظراً للتقلبات السريعة التي تحكمها وتأثيراتها المباشرة على قرارات البيع والشراء. 


سيد مبادلات العملات الدولية
يشكل الدولار ما يقارب 90% من حجم مبادلة العملات الدولية، الأمر الذي يجعله العملة الرئيسية في أسواق الصرف العالمية. في دول الخليج، تختلف آراء خبراء المال حول مكانة الدولار كملاذ آمن، حيث تدور علامات الاستفهام عديدة، حول إمكانية أن يشكل أداة مالية للاستثمار الرابح، فهل ستحظى العملة الاميركية بـ "نعم" لدى المستثمرين خلال هذا العام؟
يقول خبير المال أحمد ياسين، أن الدولار سيحظى بمكانة هامة على صعيد العملات حتى نهاية العام، ما يشجع للاستثمار به كأداة مالية آمنة. ويلفت لـ "العربي الجديد" إلى أنه "في ظل تحسن الاقتصاد العالمي، وارتفاع قيمة الدولار أمام العملات الأجنبية، سيتمكن الأخير من فرض نفسه في البورصات العربية". ويتوقع ياسين أن يبقى "المناخ الإيجابي مسيطراً حتى نهاية العام، الأمر الذي يعطي دفعاً قوياً نحو التعامل بهذه العملة، كونها ستحظى بقبول لدى وسطاء المال".

هذا القبول الإيجابي، لا يراه العضو المنتدب لشركة غلوبال للتداول في مصر، محمد حسين، حيث يؤكد أن التداول بالدولار الأميركي، لن يؤثر على أسواق المال العربية، سواء في مصر أو الخليج، ويقول لـ "العربي الجديد": تختلف معايير التداول بالعملات في أسواق المال العربية عن نظيرتها الأجنبية، ولا يمكن للدولار أن يكون له ذلك الدور الإيجابي لجذب المستثمرين، كون البورصات العربية تعتمد على نتائج الشركات، وأسعار النفط، ولذا سواء ارتفعت قيمة الدولار أو انخفضت، ستكون تأثيراته محدودة على أسواق المال العربية. لذا من غير المنطقي أن يشكل أداة للاستثمار في عام 2015.

اتجاه نحو الصعود
بين التأثير الإيجابي، وعدم الإقبال على الدولار، يرى الخبير في السياسات المالية، الدكتور مناف الصائغ، أن النشاط الاقتصادي العالمي يشهد موجات إيجابية على كافة الصعد، باستثناء انخفاض أسعار النفط، ويقول لـ "العربي الجديد": لا شك في أن الدولار يستعيد قوته ويتجه نحو الصعود في هذه الفترة، وبالتالي يمكن أن يشكل أداة آمنة لبعض وسطاء المال. وهنا يجب التمييز، بالنسبة إلى اتجاه المستثمرين نحو الدولار، لا يعد أمراً سليماً، لأن العملات تتحرك وفق المؤشرات الاقتصادية، ولا يمكن الاستثمار في الدولار لفترات طويلة. أما بالنسبة إلى المضاربات السريعة، فيمكن عندها اعتماد الدولار كأداة مالية ذات عوائد مرتفعة، نظراً لإمكانية قراءة الأوضاع الاقتصادية على المدى القصير".
وبالتالي من يريد التعامل بالدولار، عليه اقتناص الفرصة، والمضاربة بشكل سريع، وإلا فإن النتائج لن تكون محمودة. 


العملة الأقوى في العالم
يعتبر الدولار من أبرز العملات العالمية، إذ تعتمد دول العالم في تبادلاتها التجارية على الدولار كعملة رئيسية. تعرض الدولار للانهيار في عام 2008، حين وصل إلى أدنى مستوياته، وذلك بسبب الأزمة المالية وأزمة الرهن العقاري، وسجل اليورو مستوى قياسياً أمام الدولار في شهر مارس/آذار من العام نفسه، إذ وصل إلى 1.60، وسجل الجنيه الإسترليني أكثر من دولارين، وهبط الدولار دون الفرنك السويسري لأول مرة في التاريخ، ووصل الدولار إلى أدنى مستوياته في 13 عاماً أمام الين الياباني دون 97 يناً، اليوم ومع تعافي الاقتصاد العالمي، يعود الدولار إلى الارتفاع مجدداً.

إقرأ أيضاً: سوق الصيرفة: منبع السيولة في الاقتصادات العربية
دلالات
المساهمون