"نصف سماء" أظلت اللعبي

20 أكتوبر 2015
(عبد اللطيف وجوسلين اللعبي في 1977)
+ الخط -

ربما، ليست سوى "نصف سماء" تلك التي أظلت الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي (1942)، بعد أن تعرّض لحادثة اعتداء من طرف مجهول، في الليلة الفاصلة بين الأحد والإثنين، في الرّباط.

أصر المعتدي أن يترك ندوباً في عنق المعتقل السياسي السابق، وأن يلحق الأذى أيضاً بزوجته، وهما اللذان خرج فيلم سينمائي مؤخّراً يروي قصتهما بعنوان "نصف سماء".

ومثل الفيلم الذي يسلّط الضوء على قوة جوسلين (1943)، زوجة اللعبي، بعد اعتقاله وسجنه، جرّاء آرائه السياسية، فإن جريمة الاعتداء "الغامض" على منزل اللعبي ورفيقة دربه أبانت أيضاً عن شجاعة جوسلين في مواجهة المعتدي، مثلما واجها "سنوات الرصاص".

الاعتداء لم يطل عبد اللطيف وحده، بل أبى المجرم إلا أن يترك "بصمة" أيضاً على جوسلين، فكما شاركته مكابدات تلك السنوات في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، في ظل قمع للحريات حينها، شاركته أيضاً تلقي الضربات واللكمات من المعتدي، أياماً قليلة بعد سرقة محفظة الكاتب المغربي.

وقال اللعبي، في تصريح مقتضب لـ"العربي الجديد"، إن أكثر ما أحزنه في الاعتداء ليس الجرح الذي طال عنقه بواسطة سكّين المعتدي، بل الأذى الذي لاقته رفيقة حياته، جوسلين.

وكشف اللعبي بأن الجيران كان لهم الفضل في توقيف المعتدي بعد أن تمكن من مناداتهم عبر الهاتف، حيث جاءوا في الوقت المناسب لمحاصرة المعتدي، مضيفاً أن سرقة محفظته وأوراقه الثبوتية قبل أيام قليلة في أحد المقاهي، شجّعت المعتدي على زيارته مرة أخرى في البيت ليكمل فعلته.

على إثر حادثة الاعتداء على اللعبي، طالب "اتحاد كتاب المغرب" السلطات المحلية بالتسريع في التحقيق مع الشخص المعتدي (الذي ألقي القبض عليه) والكشف عن هويته، لإدراك مدى عرضية الحادث من كونه مدبراً.

ودعا رئيس الاتحاد، عبد الرحيم العلام، في بلاغ وصلت نسخة منه إلى "العربي الجديد"، السلطات الأمنية المعنية بـ "توفير مزيد من الحماية اللازمة لرموز هذا البلد الأمين"، بعد الحوادث المتكرّرة على الشاعر المغربي وزوجته مؤلفة كتاب "رحيق الصبر".



اقرأ أيضاً: زياردة الجلاّد إلى بيت عبد اللطيف اللعبي

المساهمون