"نبع" تُعيد نغم إلى الحياة

11 ديسمبر 2014
أدركت فجأة أنني ما زلت طفلة صغيرة (بلال جاويش/الأناضول)
+ الخط -
"لن أنسى ذلك اليوم، حين كنت عائدة من المدرسة، أفكّر في كيفية شراء حذاء ومعطف جديدين. دخلت البيت لأسمع الزغاريد. سَأَلَتْ سيّدة كانت تجلس في الصالة: هل هذه عروسة ابني؟ وقفت حينها مستغربة: هل يجب أن أفرح أم أحزن؟ كنت في السادسة عشرة من عمري". هكذا تبدأ نغم قصتها.

تضيف: "بعدها صرت أحلم بالعريس. سأتخلّص أخيراً من الواجبات المدرسية. سيصطحبني إلى المطاعم بسيارته الجميلة. بعد سنة من الخطوبة، تزوجت وتغير كل شيء. صرت تعيسة للغاية. أدركت فجأة أنني ما زلت طفلة صغيرة. لجأت إلى والدي، الذي لم يتردد في مساعدتي للحصول على الطلاق".

لم تنته القصة. تتابع نغم: "بعد الطلاق، اعتزلت الناس ومكثت في غرفتي طوال الوقت. شاءت الصدفة أن أحضر برفقة والدتي ندوة حول سرطان الثدي في جمعية نبع، وعلمت أنها تعطي دروساً في التربية الحضانية. انتسبت إليها وتابعت دراستي، بعدما انقطعت عنها فترة طويلة بسبب الزواج. وبعد ستة أشهر، عملت مساعدة معلّمة في دار الحضانة في الجمعية". هذا ما قالته نغم خلال حفل تخريج الطلاب المنتسبين لجمعية "نبع".

إيماناً منها بأن التعليم الجيد هو حق أساسي من حقوق الأطفال، ويجب تأمينه بأية وسيلة ممكنة، بدأت جمعية عمل تنموي بلا حدود - نبع، بالتعاون مع جمعية "أرض البشر" الإيطالية، مشروع التعليم قبل ثلاث سنوات، وقد اختتمته في نهاية شهر سبتمبر/أيلول الماضي. هدف المشروع إلى ضمان حصول الأطفال والشباب الفلسطينيين على تعليم جيد، بهدف تعزيز مهارات التعايش الفلسطيني ــ اللبناني بخاصة داخل المخيمات الثلاثة: مخيم نهر البارد، مخيم عين الحلوة، ومخيم الرشيدية، بالإضافة إلى التجمعات المحيطة. ويقول منسّق المشروع ياسر داود إنه تم تمويل المشروع من قبل وزارة الشؤون الخارجية الإيطالية.

يضيف ياسر أن هذا المشروع مكّن الشباب الذين يعيشون في المخيمات، من المشاركة في نشاطات ترفيهية خارجها، عدا عن مساعدتهم في الدراسة، بالتعاون مع منظمة "الأونروا". يتابع "عملنا أيضاً على وضع أساليب تعليمية جديدة داخل مدارسها، بهدف تعزيز مهارات التلاميذ التفاعلية".

وبالإضافة إلى مشروع التعليم، يوضح داود أن "نبع تعمل في المخيمات الفلسطينية وعدد من المناطق اللبنانية، وتهدف إلى مساعدة ودعم الأطفال، بخاصة المعرّضين للعنف، وتأمين الفرص لهم لتحسين ثقتهم بأنفسهم، ودعم الأطفال والشباب الأكثر عرضة لمخاطر التسرب المدرسي، ومساعدتهم على تحديد قدراتهم وخياراتهم، والتأثير على صانعي القرار للعمل على تأمين حقوق الطفل".
المساهمون