"نبراس المشارقة والمغاربة": 110 سنوات وأسئلة راهنة

16 يونيو 2016
(أحد أعداد الجريدة)
+ الخط -

صدر عن "جامعة نزوى" بالتعاون مع "مركز ذاكرة عُمان" كتاب "نبراس المشارقة والمغاربة"، وهو توثيق للجريدة التي تحمل عنوان الكتاب ذاته، وصدرت منها عشرة أعداد فقط ما بين 1904 – 1906 في القاهرة، التي اشترك في إدارتها وتحريرها قاسم بن سعيد الشماخي، ومصطفى بن اسماعيل العمري الفارضي، وقد قام بتجميعها سلطان بن عبدالله بن سلطان الشهيمي.

يشير محمد بن ناصر المحروقي، مدير مركز "الخليل بن احمد الفراهيدي للدراسات العربية" في الجامعة، في تقديم الكتاب إلى أن كثيراً من الأسر المتعلّمة هاجرت إلى القاهرة أولاً قبل عودتها إلى بلدها عُمان، أو إلى بلدان الجوار بعد 1964، كما اكتشف خلال بحثه في أرشيف "الهيئة المصرية للكتاب"، عن صحف ومخطوطات عُمانية تنتمي إلى الساحل الأفريقي كزنجبار أو ممباسا.

كتاب "نبراس المشارقة والمغاربة" يوضّح العلاقة التي تربط عُمان وبلدان المغرب العربي، إذ نجحت الصحيفة وقت صدورها في تجاوز عقبات تلك القطيعة الجغرافية لصالح وحدة الدين والتاريخ والمستقبل.

المتصفّح لأعداد الجريدة يلمس تنوّع موادها ومواضيعها التي ناقشت قضايا الأمة العربية؛ ففي العدد الأول تقدّم الجريدة مادة عن إقليم مصر ووادي النيل، و"المدرسة البارونية" في مدينة يفرن على جبل نفوسة في إقليم طرابلس الغرب الليبي.

في العدد الثاني نقرأ مقالات عدّة؛ من بينها مادة حول "انتقال العرب إلى أطوار مستهجنة"، و"انخداع العرب بفتن الشغب"، و"محنة الاستعمار وانتقاد الأحرار"، ويتخصّص العدد الثالث في الكتابة عن إقليم مراكش المغربية، وفي العدد الرابع مواضيع حول حياة الإسلام والمسلمين، ويقارب العدد الخامس دراسات اقتصادية عن التجارة والحرث والصناعة، ومتعلقاتها من قيم الصدق والقناعة والنصح.

يتضمن العدد السادس مواد عن أسباب الفرقة بين أمراء الأقاليم وأكابر الأقطار الاسلامية، وفي العدد السابع نقرأ متابعة لأسباب الوحشة تلك، ويدعو العدد الثامن بوجوب تغيير الزي الأوروبي، ويتحدّث العدد التاسع عن خطر الاستعمار، وفي العاشر نقرأ مقالات نؤكد أن التفريط في مصلحة الأمة عواقبه وخيمة، ومواضيع ثقافية أخرى ذات حسّ سياسي وقومي.

بحسب المقدمة؛ فإن الجريدة تُصنّف بأنها دينية أدبية سياسية، وكانت تُطبع في "مطبعة المنار" في القاهرة، ومتوسط عدد صفحاتها 8 صفحات، إلا أن الجريدة لم تدم طويلاً، وصدر العدد العاشر منها عام 1906، ويعزو سبب توقفها إلى فشلها في الحصول على دعم مالي، وقلق السلطات البريطانية حيالها.

ليس مستغرباً أن يبدو محتوى الجريدة، راهناً إلى يومنا هذا، حيث ما تزال معظم هذه القضايا والإشكاليات حاضرة في عالمنا العربي، وربما ازداد تعقيد بعضها والتباسه.

دلالات
المساهمون