"ميستا": فيلم جزائري يفتح ملفّ التسعينيّات.. بحبكة غير مقنعة

09 يناير 2015
ملصق إعلاني عن فيلم "ميستا" الجزائري (العربي الجديد)
+ الخط -
استطاع الفيلم الجزائري "ميستا" أن يثير الجدل، بعد عرضه للمرّة الأولى الأربعاء الماضي في افتتاح الموسم السينمائي الجزائري الجديد. فهو يتناول فترة جزائرية عصيبة قد لا يكون من السهل الحديث عنها حالياً.

حيث تدور أحداث هذا الفيلم في فترة "العشرية السوداء" التي عاشها الجزائريون خلال تسعينيّات القرن الماضي، حين أغرق الإرهاب حياتهم بالدم والموت والخراب. فيلم كتبه وأخرجه كمال يعيش، يروي قصة بسيطة عن الأحداث لكن عميقة من ناحية المحتوى الإنساني. فبطلها مراد مجرّد مواطن بسيط يعيش مثل آلاف الجزائريين بحثاً عن لقمة العيش، وأمام حالته المادية المتعسّرة يصير مجبراً على العمل في توزيع الخمر، ما يجعل حياته مهدّدة في الحيّ الفقير حيث يقطن. إذ تستهدفه الجماعات الإرهابية التي التحق شقيقه بها. ما يسبّب حالة هلع وخوف داخل العائلة.

غير أنّ هذا الخوف الذي يسيطر على تفكيره سيختفي فجأة أمام حلم قديم يطفو إلى السطح، حين يلتقي بشخص يشاطره حبّ المسرح وموهبة التمثيل، فيقرر أن يعمل معه على مشروع إنجاز مسرحية مقتبسة عن "قصة حديقة الحيوانات" التي كتبها إدوارد البي العام 1958.

كان العمل، في التمثيل أو في أيّ حقل إبداعي أو إعلامي خلال تلك الحقبة، يُعدّ تحدّياً عظيماً لآلة الموت التي حصدت مئات المواهب والتجارب بمنجل الاغتيالات. وقد حاول العاملون في هذا الفيلم إيصال المعاناة التي عاشتها العائلات البسيطة من جهة، والجحيم الذي حاصر المبدعين من جهة أخرى. فكان انتقال مراد من رجل بسيط إلى ممثل مسرحي ضروريا لمحاولة إيصال هذه الرسالة، من خلال شخصية واحدة تحمل الهمّ الإنساني والإبداعي في آن واحد. إلا أنّ هذا الانتقال لم يكن منطقياً من وجهة نظر نقدية.

يُذكر أن كلمة ميستا تعني باللغة الإيطالية "المنطقة المختلطة". ولم يكن من المبرّر استخدامها كعنوان لفيلم جزائري 100%. أما أدوار البطولة فتوزّعت بين كلّ من دحمان إيدروس، فوزي سايشي، مراد أوجيت، رانيا سروتي، نادية طلبي، أحمد بن عيسى، وعزيز بوكروني. وقد واجه العمل بعض الانتقادات من ناحية التصوير والسيناريو، لكنّه استطاع إلى حدّ ما فتح باب الأمل في تحريك الموسم السينمائي الجزائري هذا العام، رغم أنّه اختار نهاية غارقة في اليأس لأبطاله.
المساهمون