"موسوعة الاستغراب": عن أي غرب نتحدّث؟

22 مارس 2017
وليد الآغا/ سورية
+ الخط -
لا تزال دراسات الاستغراب في العالم العربي تصطدم بعدم التوافق على المصطلح أساساً، وخضوعه وإن بصورة غير واعية إلى إشكالية العلاقة بين الشرق والغرب في سياق الموقف من الحداثة سواء بالاستلاب لها أو رفضها أو محاولات التوفيق بينها وبين التراث، وهي مواقف في جميعها لم تُحسم عربياً منذ قرابة قرن ونصف.

تساؤلات عديدة تُطرح عند الحديث عن تدريس هذا الاختصاص في الجامعات العربية أو وضعه ضمن مجالات البحث العلمي، ومنها إعلان "جامعة قطر" ممثّلة بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية فيها، عن إطلاق مشروع "موسوعة الاستغراب".

وقد لفت القائمون على الموسوعة في مؤتمر صحافي، أول أمس إلى "أنها الأولى والأضخم علمياً في العالم الإسلامي، ومن المتوقّع أن يُشارك في إعدادها وكتابتها أكثر من ألف باحث ومتخصّص في مختلف الموضوعات الفكرية والعلمية والاجتماعية والفلسفية والنفسية والسياسية والدينية والتنموية وغيرها من الموضوعات ذات الصلة بالعالم الغربي".

تهدف الموسوعة، بحسب القائمين عليها، إلى المساهمة في رسم صورة شاملة ودقيقة عن قضايا الدين والعلم والفكر والحياة والاجتماع والتقاليد في الغرب، بمشاركة عدد من الجامعات المنضوية تحت مظلّة "اتحاد جامعات العالم الإسلامي" التابع لمنظمتي "الإيسيسكو" و"منظمة التعاون الإسلامي"، إضافة إلى مؤسسات عربية وإسلامية أخرى.

كما يسعى المشروع إلى "بناء علاقات متوازنة بين العالمين الإسلامي والغربي من خلال إزالة الصور المركزية والمتعالية التي رسّخها الاستشراق، من منطلق فهم الآخر الغربي من خلال بنيته المعرفية والثقافية بوسائل علمية موضوعية في شتّى المجالات الحضارية".

رغم الجهود المعرفية التي ستبذل لإنجاز هكذا موسوعة، إلاّ أن ذلك لا يمنع ضرورة مراجعة أهدافها التي تكرّر مقولات تثير التباساً حولها ويسهل توظيفها خارج سياق المعرفة والبحث، والتي عبّر عنها القائمون عليها بالقول "يؤمل أن تساهم في تحقيق الأمن الفكري ودرء الغزو الثقافي وتفعيل مسار حوار وتحالف الحضارات، وتأسيس علم جديد يُسهم في التعايش الفكري والثقافي ومعرفة الآخر معرفة شاملة ومتوازنة وواقعية".

دلالات
المساهمون