في نسخته الثانية، يُخصَّص مهرجان "مواقف" للوسائط المتعددة والفنون الأدائية للفنانين المعاصرين من شمال إفريقيا والشتات، حيث يتواصل البرنامج لثلاثة أسابيع، حيث تُفرد التظاهرة معرضاً للتصوير الفوتوغرافي لفنانات فوتوغرافيا من تونس والمغرب والجزائر، يقدمن أعمالاً تمزج أساليب الرمزية والرسومات التوضيحية ومجموعات الاستوديو التقليدية، وتصوّر شمال أفريقيا بطريقة واقعية متحررة من عقود من التمثيل الغربي المختزل.
في الحقيقة، يمكن اعتبار تقديم أعمال الفنانة الفوتوغرافية التونسية صوفيا بركات مثل استعادة لمشوراها الإبداعي حيث رحلت عام 2018، وهي إحدى المصورات العربيات القلائل اللواتي التحقن بوكالة ماغنوم العالمية، وكانت قد طورت أسلوباً خاصاً يقوم على البعد عن الإثارة والبحث عن الإنساني في كل لقطة.
غامرت بركات بكاميراتها في أماكن متنوعة مثل الولايات المتحدة الأمريكية والكونغو إلى جانب بلادها، محاولة التقاط التغييرات والتناقضات في المجتمعات التي استكشفتها.
أما مشاركة الفنانة المغربية صفاء مزيرة، فتقوم على افتتانها بحركات الأجسام على خشبة المسرح، وتستكشف الجانب المسرحي للواقع من خلال عزل شخصيات ومواضيع صورها في مساحة مجردة ومثيرة، تجعل من عملها أداة قوية للتشكيك في الشعور بالهوية ، والكشف عن وسائل تكريسها.
كذلك تحضر أعمال الفنانة الجزائرية سونيا مرابط، التي بدأت عملها في تصميم الأزياء في لندن ونيويورك، قبل أن تعود إلى الجزائر العاصمة، حيث بدأت في تطوير المقالات المصورة والعمل على مشاريع سمعية وبصرية.
تشكل النساء مركز عمل الفنانة الجزائرية، وفي أسلوبها ميل إلى التصوير في الأضواء الخافتة والليل، وغالباً ما تستكشف زوايا من المدن الصغيرة أو المناطق النائية من البلاد.