"مهرجان رومي": المتصوّف وعيد ميلاده الباريسي

18 ديسمبر 2016
(من أعمال عبد الكريم بن بلقاسم)
+ الخط -

بموازاة التنازع المعروف بين إيران وتركيا وأفغانستان حول تراث الشاعر الصوفي جلال الدين الرومي (القرن الثالث عشر ميلادي)، تتعدّد في الغرب أيضاً أشكال الاحتفاء به في السنوات الأخيرة، لعلّ أبرزها ذلك الإعلان "الهوليوودي" عن إنتاج فيلم حول حياته وصولاً إلى "مهرجان رومي" الذي تحتضنه العاصمة الفرنسية باريس بداية من يوم أمس في مقرّ "المركز الثقافي الجزائري" بمناسبة ذكرى ميلاده الـ 809 بحسب التقويم الميلادي.

ضمن "المهرجان"، يجري مساء اليوم تقديم عرضين هما "أعراس رومي" لـ كارول لطيفة أمير التي تمزج تجربة جلال الدين الرومي بمقاطع موسيقية لموتسارت، يليها عرض "الدروايش الدوّارة" لفرقة "قافلة الدراويش" التركية.

من جهة أخرى، يُفتتح اليوم معرض للحروفيات بعنوان "رومي" من أعمال الفنان التشكيلي عبد الكريم بن بلقاسم، وهو معرض الحروفيات الثاني الذي يُقام على هامش المهرجان بعد "حدائق الحكمة" لـ رامي روابح.

صحيح أن الاحتفاء بشخصية مشرقية بهذا التواتر وهذا التنوّع بين الأشكال الفنية يعدّ أمراً استثنائياً في عواصم الغرب، ولكن تركيزه على اسم بعينه وإفراغه من عمقه الحضاري، وتقديمه غالباً -هو والتصوّف- ضمن نظرة فولكلورية؛ لا يخدم في النهاية فكر المحتفى به ولا الثقافة التي ينتمي إليها، وكأنما يفترض هذا التوجه أن المتلقّي الغربي لا ينتظر إلا الطبق الشرقي الجاهز.

المساهمون