"مهرجان تستور" في خمسينيّته: أصبح مثل البقية

16 يوليو 2016
(لطفي العبدلي)
+ الخط -

عادةً ما كان "مهرجان تستور الدولي للمالوف والموسيقى العربية التقليدية" يشدّ الانتباه بين نظرائه من المهرجانات التونسية بذلك التخصّص في نوع موسيقي يُعتبر أحد أبرز المكوّنات الحضارية والثقافية التونسية. المهرجان، الذي يُفتتح مساء اليوم، تبدو برمجته الجديدة وقد نأت عن هذه الميزة؛ حيث أن خيار "الانفتاح" على بقية الفنون والأنماط الموسيقية، يبدو كأنما جرف تربته الأصلية ليجعل منه مهرجاناً مثل بقية مهرجانات تونس المنتشرة في معظم المدن.

عرفت التظاهرة في السنوات الأخيرة تراجعاً في إشعاعها، يبدو أن المستشرفين عليه، وهم يشخّصون الوضع، قد وجدوا في عنصر تفرّده نقطة ضعف. الخيار بتنويع المواد الثقافية المنوّعة من موسيقى شعبية ومسرح إلى جانب جزء ظلّ مخصّصاً للمالوف، قد يكون خياراً صائباً من ناحية الإقبال الجماهيري، غير أنه لن يجعل من المهرجان سوى رقم في قائمة مهرجانات أخرى.

على مستوى آخر، يتواتر الحديث في الصحافة الثقافية التونسية عن الصعوبات المادية للتنظيم، وهو ما كشف عنه القائمون على دورة هذا العام من خلال التشكّي من ضعف دعم وزارة الثقافة وانشغالها بفعاليات "صفاقس عاصمة للثقافة العربية"، وهي مؤشرّات ماكروثقافية تكشف عن مشهد عام يقوم على الفوضوية والترقيعية.

الافتتاح سيكون اليوم من خلال عرض في شوارع المدينة تؤمّنه كل من فرقة "الوطن العربي" والفنانون عدنان الشواشي ورحاب الصغير وسليم دمق وصهيب الحلبي وسامي دربز.

من الأمسيات المبرمجة في هذه الدورة التي تتواصل حتى نهاية الشهر، نجد فرقة "جوق المالوف التونسي بالمرسى" و"فرقة المعهد الرشيدي" وشيوخ المالوف" وعرض "من إشبيليا إلى تستور" لـ سيرين بن موسى وحفل لـ زياد غرسة.

كما نجد مجموعة عروض لا تتقاطع مع الطبق الأصلي للمهرجان؛ مثل مسرحية "شريفة عفيفة" الكوميدية، أو حفل ألفة بن رمضان أو حسن الدهماني، إضافة إلى عرض للفنان المسرحي لطفي العبدلي، كُتب في برنامج الدورة الحالية بأنه "عرض على هامش المهرجان يقدمه الممثّل بنصف الثمن لأنه ابن الجهة". لعلّها عبارة تختزل الكثير، فالمهرجان يبدو هو الآخر في دورته الخمسين بنصف جودة.

المساهمون