"مهرجان الريغاي": جسر نحو العالم العربي

03 نوفمبر 2019
(غرافيتي بوب مارلي، دينس أونر)
+ الخط -

مع صعودها في النصف الثاني من القرن العشرين كأحد أشهر الأشكال الموسيقية الحديثة، خصوصاً في تجربة بوب مارلي، أخذت موسيقى الريغاي موقعاً أساسياً في الثقافة العالمية، ولم تعد منحصرة في البيئة التي تشكّلت فيها، أي جامايكا، بل إن مارلي نفسه حاول إعادتها إلى جذورها الأفريقية سواء على مستوى اختيار الآلات أو المواضيع التي يتناولها، إضافة إلى العناصر البصرية المصاحبة لألبوماته.

بعد رحيله، بدا وأن الأفارقة هم من استلموا مشعل هذا الفن خصوصاً مع الفنّانين الإيفواريين ألفا بلوندي وتيكن جاه فاكولي، حيث أمّنا استمرارية التجديد في هذا النمط الموسيقي وتطوّر جماهيريته بين الأجيال.

وعلى الرغم من القرابة الجغرافية بين العالم العربي وأفريقيا، فإنه بقي لعقود من أقلّ المناطق في العالم إنتاجاً لفن الريغاي، وإن كانت فئات موسعة من شبابه كثيرة الاعتناء بهذا النوع الموسيقي، وقد بدأت في السنوات الأخيرة تخطو خطوات أولى ضمن هذا الشكل الموسيقي ومنها تجربة الفنان التونسي أحمد كافون.

في دورته الأولى التي أقيمت السنة الماضية، حاول "المهرجان الأفريقي للريغاي" الذي تحتضنه مدينة سلا المغربية أن يقيم جسوراً أمتن بين ما يتنج اليوم في فن الريغاي في أفريقيا والثقافة العربية، وهو ما يسعى له المهرجان أيضاً في دورته الثانية التي تختتم فعالياتها مساء اليوم، وقد استمرّت على مدار ثلاثة أيام.

وعلى خلاف يومي المهرجان الأخرين، الذين كانت فيهما العروض الموسيقية هي الطبق الرئيسي، فإن فعاليات اليوم قد تضمّنت بالخصوص لقاءات فكرية مثل ندوة بعنوان "العيش المشترك" أقيمت صباح اليوم، وندوة يختتم بها المهرجان مساء اليوم بعنوان "الشباب الأفريقية ونزعة التطوّع بين شعوب الجنوب".

كما تضمّن المهرجان في يومه الأول عرض فيلم وثائقي بعنوان "ثقافة الرستفاري" وتلاه نقاش حول حضور مفردات هذه الثقافة الأفريقية في العالم العربي، مع مقارنة بقدرتها على اختراق بيئات ثقافية تبدو رافضة مثل أوروبا واليابان.

المساهمون