"من منف إلى الفسطاط": اللغة في تطوّرها

02 مايو 2017
(نقش هيروغليفي، تصوير: يو منغ تساي)
+ الخط -
يواصل علماء المصريات بحث ما يستجدّ من فرضيات حول نشأة الكتابة واللغة في مصر، وتأثّرها بلغات الحضارات المجاورة، خاصة في بلاد الرافدين، وكذلك في محاولة إيجاد صلة بين آخر نسخة وصلت منها في القرن السادس الميلادي وبين اللغة العربية.

في هذا السياق، ينظّم "درب 1718" في القاهرة عند السابعة من مساء اليوم الثلاثاء محاضرة بعنوان "حكاية الخطاط من منف إلى الفسطاط" للباحث أحمد صدّيق، الذي يناقش خلالها ظهور "المخربشات" على الصخور في مدينة منف، إحدى أقدم المدن الفرعونية التي تأسّست في القرن الرابع قبل الميلاد، وتحوّل اسمها إلى ممفيس خلال الحكم الإغريقي.

ثم ينتقل صديق لبحث النقوش المقدّسة التي تعدّ بداية التدوين ومقدّمة لبزوع الخط الهيروغليفي الذي اعتمد الكتابة التصويرية، التي كانت تُنقش على جدران المعابد والمقابر بأسلوب النقش الغائر أو البارز على الآثار الثابتة والمنقولة.

ويشير إلى أن النقلة الثانية كانت باستخدام الخط الهيراطيقي الذي كان تبسيطاً لسابقه، واختصاراً لكثير من مقاطعه وتفاصيله، وهو يشكّل بدء الكتابة في الشؤون الدنيوية، ومع ازدياد استعمالها خارج المؤسسة الدينية، تطوّرت إلى الخط الديموطيقي في القرن الثامن عشر قبل الميلاد، وأصبح متداولاً بين الطبقات الشعبية، وفي المعاملات اليومية، وقد تزامن ذلك مع تقدّم الأنظمة الإدارية في مصر آنذاك.

وفي آخر مراحله، بحسب صدّيق، الذي يشير إلى أن الخط القبطي شهد تأثيرات يونانية كبيرة مع الاحتفاظ ببعض الأصوات من "الديموطيقية"، وهي تمثّل أحدث صيغة سواء في ما يتعلّق بالكتابة أو باللفظ وفي بنية اللغة نفسها، ولا تزال تُستخدم في الكنائس المصرية إلى يومنا هذا.

ويلفت المحاضر إلى أن دخول الإسلام إلى مصر تزامن مع ضعف اللغة القبطية وانحسارها في أوساط علمية ودينية بسبب تفشّي الأمية، وهو ما ساهم في انتشار اللغة العربية التي أصبحت لغة السلطة والدواوين في القرن الثامن الميلادي إلى أن جرى استعمالها على نحو يشمل جميع البلاد في القرن الحادي عشر.

يُذكر أن أحمد صديق هو كاتب وباحث في علم المصريات. درس في "الجامعة الأميركية" في القاهرة وله عدّة أبحاث ومحاضرات وترجمات في الحضارة المصرية القديمة.

المساهمون