"من ذاكرة لذاكرة": الحرب كوثيقة فوتوغرافية

24 ابريل 2020
(من المعرض)
+ الخط -

في الثالث عشر من نيسان/ أبريل عام 1975، ستندلع الحرب الأهلية اللبنانية التي تواصلت لأكثر من خمس عشرة سنة، ولكن ظلالها باقية لليوم في استذكار عشرات آلاف الضحايا والمفقودين، والذين اضطروا إلى الهجرة فحسب، بل في مراجعة تركتها الثقيلة التي لا تزال مفتوحة حتى اليوم.

تستعيد "جمعية الصورة ذاكرة" في بيروت رقمياً معرضها الذي نظّمته العام الماضي بعنوان "من ذاكرة لذاكرة، ذكريات من الحرب ومصوّريها" بالشراكة مع "دار النمر للفن والثقافة" و"دار المصور"، بمناسبة مرور خمسة وأربعين عاماً على نشوب الحرب.

يضمّ المعرض أعمالاً لفوتوغرافيين شهدوا الاقتتال الأهلي، ثم تفرّقت مسارتهم، فجزء منهم هاجر وجزء منهم رحل عن عالمنا، وبعضهم بقي في البلاد، وبقي قسم من أرشيفهم حاضراً حيث اختير منه أربع وعشرون صورة لأربعة وعشرين مصوّراً، بعضه ظلّ في حوزة أصحابه وبعضه الآخر استعير من أرشيف جريدتي "السفير" و"النهار" اللبنانيتين.

يشير بيان المنظّمين إلى أنه "من أجل إحياء ذاكرة الصورة الفوتوغرافية في الحرب والتي لعبت دوراً إعلامياً مهماً في تجسيد آلام الناس والفظائع التي جرت، وتحية إلى المصورين الذين عايشوا وعملوا خلال هذه الفترة، يقام هذا المعرض جامعاً صوراً تغطي محطّات من الحرب الأهلية، تجسد علاقة الصورة بالحرب كمؤرخ لها، وتبقى ناقلاً صادقاً ليوميات الناس على جانبي خطوط التماس. بعض تلك الصور نُبش من صناديق الأرشيف المظلمة، فليست كل الصور هي التي تعيش انما ما بقي منها في الذاكرة الانسانية".

لا يحمل المعرض ثيمة محدّدة، حيث فُسح المجال أمام الأحياء منهم لانتقاء الصورة التي تعنى لهم شيئاً من دون كلّ ما التقط خلال تلك السنين، ومنهم كامل لمع المقيم في برلين، ومحمود جواد في فرنسا، وهيثم هيثم في أستراليا، إلى جانب عبد الرزاق السيد، وعلي حسن، وميشال برزغال.

كما اشتمل المعرض على أعمال مصوّرين استشهدوا أثناء عملهم في الحرب، مثل عبد الرزاق السيد وخليل هيني، وجورج سماجيان، وهاني الجردي، وتوفيق غزاوي، وبهيج متني، وعبد الرحمن الحلبي، وبيار شباط، وهاني طه، ومحمد تمساح.

المساهمون