"مناظرات الدوحة" تناقش المقاربة بين الاشتراكية والرأسمالية بعد كورونا

21 يوليو 2020
إمكانية تحقيق التوازن بعد جائحة فيروس كورونا (مناظرات قطر)
+ الخط -

ناقش خبراء دوليون شاركوا في حلقة منتدى مناظرات الدوحة، التي نظمت عن بُعد، إمكانية تحقيق التوازن بين الاشتراكية والرأسمالية في عالم ما بعد جائحة فيروس كورونا.

شاركت في المناظرة الافتراضية شخصيات سياسية وأدبية من باكستان وبريطانيا والبرازيل، وتناولت كل منها آراء مختلفة حول الاشتراكية، إما لصالح الاشتراكية أو ضدها، أو لإيجاد توازن دقيق بين الاشتراكية والرأسمالية.

وتناولت الشاعرة والكاتبة الباكستانية فاطمة بوتو أوجه اللامساواة، مشيرة إلى أن أزمة فيروس كورونا ساهمت في إبرازها بشكل أوضح. داعية إلى إعادة تصور جذري للنظام القائم، قائلة: "إن عالمنا محطم ويصعب إصلاحه، كما أن الرأسمالية لم تأتِ بالنتيجة المرجوّة منها. لذا فإن المزيد من الناس في جميع أنحاء العالم ينظرون إلى الاشتراكية كبديل لهذا النظام شديد التعطّل".

في المقابل، حذّر وزير الخارجية البريطاني الأسبق ويليام هيغ من الميل نحو الاشتراكية، مشيرًا إلى ضرورة  "معالجة اللامساواة في العالم، لكن الحل لا يكمن في تقييد الناس" موضحا: "نحن بحاجة إلى المزيد من الابتكار والمشاريع والحرية للجيل الجديد، والقليل من الاشتراكية ليتمكن هذا الجيل من استخدام مهاراته بالكامل."

من جهتها، دعت عضوة الكونغرس البرازيلي تاباتا أمارال إلى تمايز أكثر دقة في المقاربة، مشيرة إلى أنه "مع تزايد الاستقطاب، يميل الناس إلى اعتبار النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية هدفين متعاكسين، ولكن في الواقع، يجب أن يسير كلا الأمرين جنبا إلى جنب"، مضيفةً "نحتاج إلى الجمع بين المثل العليا للرأسمالية والاشتراكية."

وحث الخبير في مجال حل النزاعات غوفيندا كلايتون المتحاورين على تجاوز خلافاتهم، في محاولة للتوصل إلى توافق في الآراء حول أفضل مسار اجتماعي واقتصادي للمستقبل.

واختيرت من المشاهدين مجموعة من الشباب كلجنة للتصويت على الأسس الموضوعية للحجج التي قدمها المتحاورون، وخلال الجولة الأولى من التصويت، وجدت حجة بوتو لها صدى أكبر لدى الجمهور، وحصلت على 44.73 في المائة من الأصوات، فيما حلّت أمارال في المركز الثاني بنسبة 37.04  في المائة ونال هيغ نسبة 18.23 في المائة. وفي الجولة الثانية من التصويت، تمكنت أمارال من إضافة عدد من الأصوات إلى مجموعها السابق لتحصل على نسبة 42.06 في المائة، فيما حافظت بوتو على الصدارة بنسبة 43.23 في المائة. في المقابل، تراجعت نسبة هيغ ليحصل على 14.71 في المائة من الأصوات.

وقدم مشاهدون تعليقات حول المناظرة، وقال أوغوفا أونديغو، من نيروبي في كينيا، "في هذا المنعطف، لا ضرر من تجربة هذه الاستراتيجية، أو أي استراتيجية مفيدة."

أما براندون فيرديرر، من نيويورك، فقال "إن المشكلة هي في الرأسمالية غير المنضبطة - تماما مثلما قد تؤدي الاشتراكية إلى الشيوعية في أقصى حدودها. علينا أن ندرك أن هناك ميلا لأن تتحول الرأسمالية إلى الأوليغارشية، حيث تتماهى الطبقة السياسية مع المؤسسات النخبوية، لإحكام قبضتها على الثروة - نميل إلى غض النظر عن انتقاد غايات الرأسمالية المفرطة على غرار ما نفعله مع الاشتراكية."

يشار إلى أن مركز مناظرات قطر، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، تأسس عام 2008، بهدف تطوير مستوى المناقشة المفتوحة والمناظرات وتعزيزها لدى طلاب قطر والشرق الأوسط.

 

 

 

 

المساهمون