منذ تأسيسه عام 2005، يطرح "ملتقى هرقلة السينمائي" في تونس العديد من القضايا الراهنة في بلدان البحر المتوسّط، خصوصاً قضايا التحرّر الوطني والقضية الفلسطينية، ونقد الاستبداد ورصد التهميش جرّاء الفشل في مشاريع التنمية.
تنطلق فعاليات الدورة الثالثة عشر من الملتقى اليوم السبت وتتواصل حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري، بتنظيم من "جمعية أفريقيا المتوسّط للثقافة"، والتي تسعى هذا العام إلى استعادة تاريخ المدينة الساحلية التي تحمل التظاهرة اسمُها ويعود تاريخ إنشائها إلى العصر الروماني.
يحتفي الملتقى بالمخرج الإيطالي الراحل روبرتو روسيليني (1906 - 1977) لمناسبة مرور خمسين عاماً على قدومه إلى هرقلة لتصوير مسلسل "إنجازات صحابة المسيح" سنة 1968، والذي يُعدّ أحد أبرز أعماله التي أخرجها حول شخصيات تاريخية، إلى جانب أفلامه التي قدّمها ضمن تيار سينما الواقعية الجديدة.
يُعرض أيضاً فيلم "دكتور بوبول" (1972) للمخرج الفرنسي كلود شابرول، والذي واصل فيه تشريحَه القاسي للبرجوازية الصغيرة في بلاده، حيث تناول صراعات وحماقات وجرائم هذه الطبقة التي تُمارِس كلّ الأساليب من أجل صعودها الاجتماعي.
أما فيلم "يحيا الموت" (1971) للكاتب والمخرج الإسباني فرناندو أربال، فيتناول أحداثاً جرت أثناء الحرب الأهلية الإسبانية، حيث يُلقَى القبض على أحد الشيوعيّين المناهضين لحكم فرانكو، فيضطر ابنه للعيش مع والدته في بيت جدّه، ليكتشف أن والدته متعاطفة مع النظام الفاشي وهي من بلّغت عن زوجها، فتنطلق خيالاته وكوابيسه المرتبطة بالموت في إعادة تفسيره لنشأته العائلية.
يتضمّن البرنامج عرض فيلم "طفل في الزحام" لـ لطفي لعيوني و"على خطى بعل" (1971) لـ عبد اللطيف بن عمّار من تونس، إلى جانب الفيلم الوثائقي "هرقلة" الذي أُنتج عام 1966 حول تاريخ المدينة خلال حوالي ألفي سنة.
على هامش الملتقى، يُفتتح معرض يضمّ ستّين صورة التقطها الفوتوغرافي الإيطالي كارلو فيوراتي سنة 1968 حول صناعة الحلقة في هرقلة خلال مرافقته لروسيليني أثناء تصوير فيلمه عن المسيح، وتُعقَد يومَي الإثنين والثلاثاء المقبلَين ندوة حول أهمية التراث السينمائي والأيقونوغرافي وضرورة جمعه والحفاظ عليه.