ثقافياً؛ جرت استعادة بلعيد عبر إصدار كتاب "أشعار نقشتها الريح على أبواب تونس السبعة" (2015)، تضمّن قصائد كتبها بلعيد في فترات مختلفة من حياته، وقدّمها الروائي شكري المبخوت، لكن المجموعة لم تحظ إلا ببعدٍ رمزي يتعلّق بالإضاءة على الجانب الإبداعي لشخصية يغلب النظر إليها من زوايا أيديولوجية وسياسية.
لم يتوقّف الأمر عند حدود استذكار الأصدقاء ورفاق السياسة، حيث أطلقت وزارة الثقافة ممثّلة بـ"بيت الشعر التونسي" و"دار الثقافة شكري بلعيد" في منطقة جبل جلود بالقرب من العاصمة الدورة الأولى من "ملتقى شكري بلعيد للشعر العربي" التي افتتحت أول أمس الجمعة وتختتم مساء اليوم.
وأصر المنظّمون في بيانهم على أن "بلعيد كان شاعراً بالأساس" وبالإيحاء بأن معارضته للسلطة على مدار سنوات كان عبر القصيدة والكلمة، وفي ذلك تحوير لتاريخه ودوره النضالي الذي كان محور حياته بتوافق مع المؤيدين لتياره وآرائه من خلال مشاركتهم في الاحتفالية، وكأنهم يسعون إلى تعويض ثقافي عن تراجع حضورهم كقوة فاعلة في المشهد السياسي.
افتتحت التظاهرة بكلمة لوزير الشؤون الثقافية وكلمة لعائلة شكري بلعيد، وعرض بعنوان "كلمات الشهيد" من إنتاج "بيت الشعر" وإخراج إيهاب العامري، وهو عمل مقتبس من أشعار الراحل، إلى جانب حفل موسيقي شاركت فيه سامية الحامي وأميمة الطرودي ووائل الفرشيشي.
وتواصلت الفعاليات بمحاضرة حول مجموعة بلعيد الشعرية قدّمهاها الكاتب محمد معالي، ومحاضرة ثانية للباحث علالة حواشي بعنوان "الشعر العربي بين بحور الخليل وتجاوزها"، إضافة إلى تنظيم معرض تشكيلي وورش في كتابة الشعر للأطفال.
من بين الشعراء المشاركين؛ هادي دانيال من سورية، وصابر بوزيد من الجزائر، وأحمد زنيبر من المغرب، والمنصف المزغني ونور الدين الورغي وجمال قصودة ومحمد الهادي الوسلاتي وصلاح الخليفي ونعيمة الرحيمي وماجدة الضاهري وبسمة الحذيري وبسمة المرواني والحبيب الحاجي من تونس.