"ملتقى الشارقة للخط": نقاطٌ حول الحروف

31 مارس 2016
محمد بوزورجي / إيران
+ الخط -

يبدو أن الخطّ العربي عاد ليتصدّر المشهد التشكيلي العالمي من خلال تجارب مختلفة تحاول كل واحدة منها أن تجد طريقاً خاصّاً بها، تسعى من خلاله إلى اجتراح آفاق جديدة للحرف العربي؛ سواءً بوصفه جزءاً من لوحة تتضمّن عدة عناصر أخرى، أو بكونه، في حدّ ذاته، هدفاً يُشكّل اللوحة.

إلى جانب ذلك، تشهد البلاد العربية ظهور تجارب أخرَجت الخط العربي من نمطيته، وحاولت أن تبتكر طرقاً جديدةً في رسمه، بما لا يبقيه رهن القواعد الأساسية في طريقة بناء الحرف؛ حيث مزجته بفنون أخرى، أبرزها الغرافيتي، فأصبحنا نرى جداريات كبيرة في الشوارع، تُغطّيها أعمال "كاليغرافيتية". ليس هذا وحسب، وإنما هناك من يرتكز على الخط بصورته الكلاسيكية، لكنه يجترح أشكالاً جديدةً لرسم الأحرف انطلاقاً منه.

ربّما سيكون "ملتقى الشارقة الدولي للخط"، في دورته السابعة التي تنطلق في السادس من نيسان/ أبريل المقبل، فرصةً لتقديم صورة بانورامية للخط العربي، تتضمّن تجارب عربية وإيرانية وتركية، وغربية أيضاً، جعلت كلّها من الحرف مصدراً لأعمالها.

يشارك في الملتقى، الذي يستمر لمدّة شهرين، قرابة 150 فناناً، بـ 480 عملاً، تتوزّع على الكلاسيكي، والممزوج بالتشكيل، وذلك المشغول على وسائط مختلفة مثل السيراميك، إضافة إلى أعمال تنتمي إلى التصميم من خلال الحرف.

لا يقتصر الملتقى على المعرض وحسب، وإنما يضم أيضاً أنشطة أخرى، من ضمنها ورش فنية، ومحاضرات، وعروض أفلام، ودورات تعليمية. وفي بيانٍ أصدره "مجمّع الشارقة للآداب والفنون"، الذي ينظّم التظاهرة، أشار إلى أن هذه الدورة تسعى إلى "توسيع مفهوم التجارب التشكيلية المرتبطة بالخط، ليشمل لغات أخرى غير العربية".

هكذا، اتّخذ الملتقى لهذا العام من النقطة ثيمةً وشعاراً له، كـ "تعبير عن كينونة هذا العنصر الذي يشترك في مفاهيم متعدّدة على المستويات الفكرية والبصرية"، وفق البيان.

يضيف: "إذا كان المفهوم البصري للنقطة يقدّم لنا شكلاً هندسياً أو تجريدياً، أو حتى أبعاداً غير واضحة الملامح أحياناً، فإنها في الخط العربي، ومنذ أن اتخذها ابن مقلة أساساً في بناء الحروف لأجل خلق ذلك النظام أو التوازن البصري في منظومة الخطوط العربية، أصبح من اللافت التوقف عندها على أساس كونها وحدة التناسب الجمالي التي يعبر بواسطتها الحرف عن كيانه اللغوي والجمالي".

دلالات
المساهمون