"ملاك كوباني": قصة المقاتلة الكردية ريحانة... مجرّد شائعة

03 نوفمبر 2014
الصورة الشهيرة لريحانة (تويتر)
+ الخط -
في أسبوع واحد، انتشرت على كل مواقع التواصل، وعلى كل الحسابات صورة المقاتلة الكردية الجميلة، التي اشتهرت باسم ريحانة، وهي ترفع علامة النصر مبتسمة لمصوّرها. وحيكت الأساطير عن المقاتلة الشقراء"التي قتلت أكثر من مائة مقاتل من داعش قبل أن يقبضوا عليها ويقطعوا رأسها".
ونظراً إلى أن المعلومات الواردة من كوباني هي تقريباً كلها شبه اجتهادات وتكهنات، فإن كل الأخبار تبدو قابلة للتصديق. لكن هذه ليست الحقيقة، وإليكم قصة ريحانة المعروفة باسم "ملاك كوباني".

أولاً صورتها الشهيرة التقطت في شهر أغسطس/آب الماضي، أي قبل أسابيع من انتشار خبر قتلها، وكانت يومها تشارك في حفلة للمتطوعين، وملابسها كانت لهذه المناسبة، وبالتالي لم تكن وقتها في ساحة المعركة. والصحافي السويدي، كارل دروت، كان الوحيد الموجود في كوباني وقتها، وأكد أنها لم تكن من المجندين للقتال في الصفوف الأمامية بل في الحراسة، "بالتالي من المستحيل عسكريّاً أن تكون قد قتلت مئات المقاتلين من "داعش" يقول دروت في حديث لـ"بي بي سي".

أما انتشار صورتها والقصص التي حيكت عنها فبدأت مع خروج خبر مقتلها في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي على الموقع الإنكليزي الكردي "لسيماني تايمز"، لتتحوّل وقتها إلى "ترند" ويشاركها كل الناشطين والمدونين الأكراد.

ومع كل تدوينة كان كل شخص يضيف القليل إلى القصة، لتتحوّل ريحانة إلى أسطورة. فهي تارة واجهت، وحيدة، كتيبة من خمسين مقاتلاً وقتلتهم كلّهم. وتارة أخرى قطع رأسها جاء بعد قتلها المئات... أما انتشارها العالمي فكان في رواية أخرى، تماماً، تؤكد أن ريحانة لا تزال على قيد الحياة، وهي "تواصل قتل المئات من الداعشيين" كما قالت التغريدة الشهيرة التي حولتها إلى نجمة عالمية.

ماتت ريحانة، أم لم تمت؟ هل هي مقاتلة شرسة، أم حارسة في الخطوط الخلفية؟ ولماذا تحاك كل هذه القصص عن المقاتلات الكرديات، اللواتي من دون شك كشفن عن شجاعة كبيرة؟

في زمن السوشال ميديا، ومنع دخول الإعلاميين إلى داخل أرض المعركة ستبقى التكهنات والأساطير، هي الروايات الوحيدة التي نتناقلها، في مجتمعات مريضة بذكوريتها.
دلالات
المساهمون