"معذبني الهوا"... هل يكفي الإحساس لتصنع ألبوماً؟

27 نوفمبر 2017
لا يختلف ألبوم يارا الجديد من ناحية المواضيع (تويتر)
+ الخط -
في بداية الشهر الماضي، أطلقت الفنانة اللبنانية، يارا، ألبومها الغنائي الخامس، والذي حمل اسم "معذبني الهوا". ويحتوي الألبوم على 9 أغان، وهي: "معذبني الهوا"، "حاسس"، "مين"، "إذا مش أنت"، "بحر هموم"، "غريبة"، "ما بقاش" و"مش مستاهلة". وقامت يارا بإصدار جميع أغنياتها على موقع "يوتيوب"، على طريقة الـ"ليركس فيديو"، في حين صورت أغنية "معذبني الهوا" على طريقة الفيديو كليب.

وتعاونت يارا في الألبوم مع العديد من الكتاب والملحنين والموزعين، فمن الكتاب: سلمى فؤاد ومصطفى حسن وأحمد ماضي وملاك عادل، ومن الملحنين: أحمد مصطفى وشريف أبو القسم وطارق أبو جودة ومحمد يحيى، ومن الموزعين: جان ماري رياشي وهادي شرارة وشريف قاسم ومحمد عباس. 

ورغم تعاون يارا مع عدد كبير من الملحنين والموزعين، إلا أن الألبوم بدا بروح واحدة، فالألحان تبدو متسقة والتوزيعات متشابهة، رغم احتواء الألبوم على أغان تحمل بذورا للاختلاف والتجديد، مثل أغنية "مش مستاهلة" التي تبدو أقرب بتوزيعها إلى الأغنية الخليجية، وأغنية "مين"، والتي تبدو أقرب لنمط الـ"بوب" وتمتاز بسرعة الإيقاع؛ ويعود السبب في ذلك إلى أن أداء يارا الذي يبدو عفوياً وغير مبال بالأنماط الموسيقية، بالإضافة لبصمتها الصوتية المميزة التي تطغى على الألحان وتجعلها تتماهى أمام جمود اصوتها، وبطء إيقاعها، وهو الأمر الذي يجعلنا نشعر بأن الموسيقى الكلاسيكية الشرقية التي تقدمها يارا منذ بداية مسيرتها هو أفضل خيار ممكن لها.


وبالفعل، حافظت يارا على أسلوبها في معظم أغاني الألبوم، فالموسيقى في الألبوم من الممكن أن نصفها بالموسيقى الكلاسيكية الشرقية حيث تدمج يارا بين صوت الآلات الموسيقية الغربية الكلاسيكية، والتي تصاحبها الإيقاعات الإلكترونية الرتيبة، مع الإيقاعات الشرقية الحيّة في بعض المقاطع. وبالفعل، تتمكن الآلات الإيقاعية الشرقية، كالدربكة، من إضفاء روح خاصة في أغاني يارا، تلائم الإحساس الدافئ الذي يتمتع به صوتها، ولا سيما عندما تتزامن مع آلة الكمان التي تعزف جملا شرقية خالصة.

ولا يختلف ألبوم يارا الجديد عن ألبوماتها السابقة أيضاً من ناحية المواضيع التي اختارتها لأغانيها. فجميع الأغاني في ألبومها عاطفية ومغرقة بالمشاعر؛ وأقصى ما تحاول أن تحققه في هذه الأغاني أن تستخدم مصطلحات جديدة، كما تفعل في أغنيتي "حاسس" و"بحر الهموم"، ولكنها تقع في فخ التكرار بباقي أغاني الألبوم. ولكن تبقى المشكلة الأكبر في الألبوم، هي الفيديوهات المرفقة بالأغاني، والتي انتشرت بشكل كبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الفترة الماضية؛ ففيديوهاتها تبدو بدائية، تحتوي على صور ولقطات غير مفهومة، تتغيّر بشكل عشوائي، ولا تتمكّن كلمات الأغاني التي تظهر على الشاشة من تحسين الشكل أو حتى أن تجعله مقبولاً في بعض الأحيان. وحتى في فيديو كليب "معذبني الهوا" الذي أخرجه ناصيف الريس، فإنه لم يتمكن من ترجمة دفء إحساس يارا وحيوية موسيقى الأغنية في الفيديو كليب.




دلالات
المساهمون