عن "منشورات الساقي"، صدر مؤخراً "معجم تاريخ الإسماعيلية" للمؤرخ الإيراني فرهاد دفتري (1938). يبدو العمل مثل تتويج لمسيرة مطوّلة لدفتري مع البحوث التاريخية حول الإسماعيلية نشرت معظمهما "الساقي"، مثل "الإسماعيليون.. تاريخهم وعقائدهم" و"تاريخ الإسماعيليين الحديث" و"الأدب الإسماعيلي".
على خلاف أعماله السابقة التي تعتمد التدرّج الكرونولوجي، والقراءات النقدية في الوثائق، يبني دفتري مؤلفه هذا على مواضيع مرتّبة حسب حروف القاموس، مع اعتماد تقديمات تفسيرية ونقدية لها، مبيناً تطوّر العقائد الإسماعيلية وتفرّعاتها وشخصياتها الرئيسية، إضافة إلى مواقع ثقلها الزمنية والجغرافية.
يمثّل الإسماعيليون مكوّناً من مكوّنات الإسلام الشيعي، وهم ثاني أكبر جماعاته بعد الاثني عشرية. وحسب التوزيع الجغرافي الحديث، فهم يتواجدون في قرابة 25 بلداً في آسيا وأوروبا وشمال أفريقيا.
يعدّ دفتري بتخصّصه في الإسماعيلية من أبرز مؤرخي المذهب الشيعي في الأوساط الأكاديمية، وهو من بين المشرفين على "معهد الدراسات الإسماعيلية" في لندن، كما يلقي محاضرات في جامعات عالمية حول هذه الجماعة.
ترجم "معجم تاريخ الإسماعيلية" سيف الدين القصير الذي ترجم لدفتري في السابق أعمالاً مثل "الإسماعيليون .. تاريخهم وعقائدهم" و"الإسماعيليون في العصر الوسيط"، ولعل تراكم أعماله في العربية يزيد من إشعاعه، كون لغة الضاد تظل لغة الإسماعيليين الأكثر استعمالاً.اقرأ أيضاً: "الفقيه والسلطان": تأريخ ضد التعالي على الواقع