"معالم" ثائر هلال: كون يطفو على نهر العاصي

29 يناير 2017
(من لوحات المعرض)
+ الخط -
في معرضه "معالم 2" المستمر في "غاليري أيام" في دبي حتى الرابع من آذار/مارس المقبل، يتابع الفنان التشكيلي السوري ثائر هلال (1967) اشتغاله التجريدي على عناصر الطبيعة التي سبق أن ضمّتها سلسلته "جبل ونهر".

يصعب في تجربة هلال إيجاد الحدود الفاصلة بين الرسم والتركيب، فمن خلال تجربة تزيد على عقدين من الزمن تتضح محاولته تطويع سطح اللوحة وإدخال الوسائط الفنية إليها حتى تصبح الأخيرة جزءاً عضوياً من العمل الفني.

كذلك، يكاد لا يغيب النهر كعنصر جمالي، ومنه تنفتح القراءة على علاقة معقّدة بين الفنان ونهر العاصي، الذي يبدو مؤسطراً في اللوحة، كما في عمل بعنوان "خلق" يظهر الكون وما يحتويه من تراب وأجساد طافياً على سطح النهر.

يقول هلال في حديثه لـ"لعربي الجديد": "ما يمثّله النهر من شفافية وطهرانية وقوة دافقة، وما يعزّز هذا البعد الأسطوري هو حاجة الاعتراف بالأسطورة، الذي يأتي هنا كنوع من تجلّيات الهروب إلى الخيال".

يُمكن ملاحظة عناصر أخرى شبه ثابتة في أعمال الفنان السوري مثل الماء والتراب والجسد البشري. يظهر الماء وحده كعنصر أساسي، بينما يجري وضع الجسد والتراب لإبراز عملية تحوّلهما، وكأن العالم عنده لا يزال في البدايات.

مع سنوات الحرب السورية، بتنا نلاحظ ميلاً أكبر عند الفنان إلى التجريب، إذ أدخل عناصر إضافية كالخرز البلاستيكي وألعاب الأطفال وغيرها. يقول هلال: "أنحاز إلى الطبيعة بشكل أكبر كنوع من التعبير عن كتلة هائلة من المشاعر المتصارعة في داخلي". ويضيف: "أحاول ترجمة كلّ ذلك من خلال السطوح الخشنة المطموسة بالعجائن وبالمبالغة أحياناً في وضع طبقات متراكمة من الأصباغ التي تعبّر عن المشاعر المتناقضة التي تعتريني وأنا أرى سورية امتلأت بالحفر والجروح والتجاويف العميقة".

دلالات
المساهمون