بتلك العناوين المتواترة مثل "دعم قطاع الكتاب" و"مزيد التشجيع على القراءة" و"التحسين من المعدّل الوطني للمطالعة"، قدّمت وزارة الثقافة التونسية التظاهرة الجديدة التي أطلقتها في العشرين من تموز/ يوليو الجاري، وتتواصل حتى 25 من الشهر المقبل بعنوان "مصيف الكتاب" تحت شعار "صائفتي تفوح كتباً"، وهي تظاهرة ستجوب ثلاث مدن تونسية، هي: سوسة وسليانة وتوزر.
ربما تحسب لهذه التظاهرة أنها تقدّم أنشطة متعلقة بالكتاب في مناطق تبدو عادة محرومة من "التنمية" الثقافية. ففي ما عدا مدينة سوسة، فإن المدينتين المتبقّيتين تعتبران من المناطق المهمّشة ثقافيا في تونس على مستوى البنى التحتية أو على صعيد حضور الفنانين والمثقفين فيها، ومعظمهم يتمركز في تونس العاصمة.
لكن يمكن أن نتساءل: أي جديد تقدّمه التظاهرة مقارنة مثلاً بتظاهرة شبيهة حملت عنوان "مدن الكتب" التي كانت تقدّم معرضا للكتاب وعدداً من الأنشطة الموازية في مختلف المدن التونسية؟ يبدو أن هذه التظاهرة قد توقّفت مع نهاية "ولاية" مُطلقها، وزير الثقافة السابق محمد زين العابدين، واستلام شيراز العتيري لمنصبه بدءاً من شباط/ فبراير الماضي.
من هذه الزاوية، يبدو اجتهاد المشرفين على هكذا تظاهرات أقرب إلى بحث عن أسماء جديدة لتظاهرات ذات مضامين متشابهة. ربما سيجدون أنفسهم مجبرين على "ابتكار" أسماء جديدة لنفس التظاهرات قريباً، بما أن الوزيرة الحالية من المتوقّع أن تغادر منصبها قريباً مع تقديم رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ استقالته منذ أيام.
على مستوى البرنامج، نجد بالطبع معارض كتب، وتركيزاً على الأنشطة المخصّصة للأطفال، وهنا نقف على فقرة قارة منذ عقود تتعلق بورشات ما يعرف بـ"الترغيب في المطالعة"، وهي ورشات تحتاج إلى تطويرات جذرية لتلائم تحوّلات عالم الأطفال من جهة، وتجاري جديد نظريات القراءة في عالم اليوم. كما تحضر بشكل ثابت نوعية أخرى من ورشات البراعة اليدوية ناهيك عن العروض الفرجوية، وبعض الأمسيات الشعرية.