واستعادت الاحتفالية حكاية "مشعل"، وهو شاب فلسطيني عاش إبان الحرب العالمية الأولى، مع ظاهرة عرفت بـ"الفرارية"، إذ كانت الدولة العثمانية تجند شباب فلسطين للقتال في الحرب إلى جانب ألمانيا وتركيا.
يهرب مشعل فيقبض عليه، ويشارك في الحرب، ويعود ليعمل حمّالاً في ميناء حيفا، ويكتشف تهريب الصهاينة للسلاح، ويشارك وفي إضراب 1936 الشهير، ويبيع أساور زوجته عائشة، ليكمل ثمن البندقية والفرس.
|
ولم تخف الفرقة موقفها مما وقع ويقع من انكسارات، فقد واظبت طوال الأشهر الماضية على الترويج للذكرى الأربعين من خلال عبارة تصدّرت صفحاتها على مواقع التواصل "في ذلك الزمان باع مشعل أساور عائشة، ليحمي ضفائرها، وفي هذا الزمن نجد من يبيع عائشة من أجل أساورها".
ويوضح بيان للفرقة أن مشعل إذ انتمى إلى الحقبة الذهبية لفرقة الفنون، فإنه كان يحمل في ثناياه إرهاصات حقبة جديدة، وتوجهاً نحو "مسرحة" الدبكة، وإخضاعها للقواعد الأكاديمية التي تسري على المسرح والفنون المسرحية.
ورغم أن عرض "مشعل" مستوحى من واقع فلسطين إبان الحكم العثماني، وأغلب أغانيه مستوحاة من الأغاني التراثية، فقد جرى توزيعها بروح جديدة، تحت إشراف سعيد مراد وفرقة صابرين وأدت الجوقة دور الراوي.
وترى الفرقة في نموذج "مشعل" استعادة للذات، لا للقيمة الجمالية فقط. فمشعل يتجاوز الشخص في القصة، إلى رمزية ملحمية في التاريخ، وينتقل من الفعل الماضي إلى فعل استحضار وتنبؤ للمستقبل، ويستعيد الوطن ليس على الأرض فقط، بل في الذات.
يُذكر أن فرقة الفنون الشعبية ومنذ أربعين عاماً قدّمت كثيراً من العروض في هذه الفترة، تميزت بتقديم التراث بطريقة متطورة موسيقياً وحركياً، وكانت أول مشاركة لها في مهرجان للدبكة بجامعة بيرزيت عام 1979، والذي أطلق بعده اسم "فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية".
ومع دخول عقد الثمانينيات اتسع عدد منتسبيها، وتتالت العروض وأشهرها "وادي التفاح" 1984 و"مشعل" 1986 و"أفراح فلسطينية 1987".