"مسرح الهوسابير": محاولات مسرحية مستقلّة

يُعد "مسرح الهوسابير" من المسارح المستقلّة القليلة في القاهرة التي تتيح للتجارب الشبابية والمدرسية والجامعية أن تقف على الخشبة وتجد لها موطئ قدم، وهو من الأمكنة التي لا تخلو من العروض طيلة السنة إلى جانب مسارح أخرى مثل "رومانس" و"النهار" و"ساقية الصاوي"، والتي تطرح التذاكر أيضاً بأسعار مخفضة.

في هذا السياق، ينظم "الهوسابير" برنامجاً جديداً من العروض التي تتواصل حتى نهاية الشهر المقبل، وتنطلق مع عرض "المخبأ" عند السابعة من مساء الخميس 26 من الشهر الجاري. والعمل من إخراج مصطفى علي الذي اقتبس النص عن مسرحية الكاتب المصري محمود تيمور "المخبأ رقم 13".

تتناول مسرحية تيمور (1894 - 1974) قصة مجموعة من الأشخاص الذين تصادف حبسهم في أحد المخابئ مع غارة جوية حربية، منهم شيخ وفتاة ليل وأستاذ مدرسة وفتاة برجوازية وماسح أحذية وامرأة عجوز.

تعمّد تيمور أن يضع شخصيات من خلفيات مختلفة في مأزق إنساني واحد وأن يتأمّل كيف يتصرّف كل منهم، وماذا يتوقّع منه المجتمع ثم ماذا يفعل، في محاولةٍ للكشف عن عبثية الحكم المسبق على البشر؛ حيث يقول النص بأن كل إنسان يملك شخصية خفية داخلية تظهر وتتفلت منه في المواقف التي يكون فيها قريباً من الخوف والموت.

كذلك يطرح تيمور شرعية السؤال الأخلاقي في تحديد أنماط البشر، ويفكر في أن الإنسان لا يمكن أن يكون واحداً ثابتاً، بل إن التحديات التي يوجد فيها تفرض وجود الشخصية الطارئة أيضاً والتي قد تختفي من جديد.

لجأ المخرج، بحسب بيان العرض، إلى أجواء المسرح القديم، ولم يغيّر كثيراً في النص، محتفظاً بلغة تيمور، وهو إذ يختار نص "المخبأ" يقترب من واقع المصريين اليوم، إذ يبدو الجميع كما لو كان في حالة طارئة وموقف التحسّب والانتظار، وهو ما يضع الجميع في مأزق.

من أبرز الفرق المستقلّة التي ستعرض أيضاً على "الهوسابير" فرقة "فن محوج" لمخرجها محمود عبد العزيز والتي كانت انطلاقتها في 2014 على الخشبة نفسها.

قدّمت "فن محوج" منذ ذلك الوقت العديد من العروض اللافتة من بينها "سوف أحكي عنك"، و"أول من رأى الشمس"، وبعض الأعمال التي أخذت عن نصوص روائية؛ مثل "يوتوبيا" المقتبس عن رواية أحمد خالد توفيق التي تحمل الاسم نفسه وتعرض مساء 28 من الشهر الجاري.

من العروض التي تقدم خلال الفترة المقبلة "باب الجهار" و"الجنية" و"الخيميائي" وغيرها.