بعد صمت إعلامي دام عدة أشهر بشأن عقد الاجتماعات الدورية في بغداد لمركز التنسيق المشترك بين إيران وروسيا ونظام الأسد والعراق، أكد المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، اليوم الأربعاء، أن العمل لا يزال مستمراً في المركز الأمني.
وأوضح الخفاجي أن المركز يترأسه ضابط كبير في الاستخبارات العسكرية بوزارة الدفاع العراقية لكنه لم يكشف عن اسمه، لافتاً إلى أن المركز الأمني الرباعي مهمته تقديم المعلومات والتنسيق بين هذه الدول من ناحية، والاستمرار في مكافحة عصابات تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأُعلن في بغداد في 2015 عن تشكيل تحالف رباعي بين العراق وروسيا وإيران والنظام السوري للتنسيق الأمني بين الدول الأربع لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي، وانبثق عن التحالف مركز للتعاون الأمني في بغداد للتنسيق بين أطراف التحالف الأربعة، إلا أن هذا المركز لم يتمكن من أخذ مكان له في الخارطة العراقية، وتحديداً بسبب عراقيل أميركية، كما يقول سياسيون عراقيون.
وكان قد اختير مقر المركز الرباعي في بغداد، لأسباب غير معروفة إلى الآن، إذ كانت تجري لقاءات دورية كل شهر بحضور ممثلين عن الأطراف الأربعة، وعادة ما تكون الاجتماعات ذات بعد استخباراتي أو معلوماتي دون وجود تنسيق على الأرض.
وشهد العام 2018 تنسيقاً حول ملف الحدود المشتركة بين العراق وسورية وانتشار المليشيات الموالية لإيران على الشريط بين البلدين، وسط تأكيدات بأن فتح معبر القائم الحدودي بين العراق وسورية كان بتنسيق من المركز المشترك الروسي الإيراني العراقي مع نظام الأسد.
وطبقاً للخفاجي، فإن المركز يتضمن ضباطاً من تلك الدول يعملون على تبادل المعلومات في ما يتعلق بالإرهاب والتنسيق الأمني"، لافتاً إلى أن "هذا المركز قدم الكثير في محاربة الإرهاب، من خلال تقديمه سيلاً من المعلومات ضد العصابات الإرهابية، وخصوصاً في ما يتعلق بالجانبين العراقي والسوري".
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، قال السفير الروسي في بغداد، ماكسيم ماكسيموف، إن الغرض الرئيس لعمل المركز الرباعي هو "تبادل المعلومات في الوقت الجاري وتنسيق الإجراءات بين العسكريين الروس والعراقيين والإيرانيين والسوريين من أجل الكشف الفعال عن فلول عصابات داعش وتصفيتها".
وتزامنت تلك التصريحات مع حديث عن تلقي مستشار الأمن الوطني العراقي، قاسم الأعرجي دعوة من مجلس الأمن الروسي لزيارة موسكو، وذلك عقب لقائه بالسفير الروسي في العراق، مطلع أغسطس/ آب الحالي.
وأكد عضو في لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان العراقي لـ "العربي الجديد"، أن المركز شهد في الأشهر الأخيرة فتوراً على مستوى اللقاءات وتبادل المعلومات أو حتى التواصل، وتحديداً منذ استقالة حكومة عبد المهدي نهاية ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.
وأوضح أن المركز مهتم بالدرجة الأولى بالمناطق الحدودية بين العراق وسوريةـ وأخيراً أُضيف له ملف "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) ومناطق وجودها والتنسيق بين الفصائل المسلحة المنتشرة على الحدود وبين الجيش العراقي، وهو أمر تهتم به إيران كثيراً.
وأضاف عضو البرلمان، الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه، أن ملف داعش وملاحقة قادته ومصادر تمويله وغيرها مهمة أميركية عراقية بالدرجة الأولى، لافتاً إلى أن فاعلية المركز الإعلامية أكثر من فاعليته ميدانياً في ما يتعلق بالحرب على الإرهاب.