"مدام كوراج" وحدها في البندقية

04 اغسطس 2015
لقطة من "مدام كوراج"
+ الخط -

عند اقتراب كلّ تظاهرة سينمائية دولية، نذهب سريعاً إلى برنامجها، للبحث عن الأفلام العربية المشاركة فيها؛ آملين العثور على أكبر عدد ممكن منها، خصوصاً إن كانت أفلاماً لا تحاول نقل تصوّرات تتّسق والرّؤى الاستشراقية التي يحبّذها الغرب.

في العام الماضي، شهدت بعض هذه التّظاهرات حضوراً عربيّاً أقلّ ممّا نطمح إليه، لكنّه كان مبشّراً. إذ وجدنا أفلاماً سوريّةً وعراقيّة وأخرى مغاربيّة تتنقّل بين المهرجانات الدولية، وحاز بعضها على جوائز، أو ترشّح لها على الأقل.

اليوم، حين نفتّش في برنامج الدورة الثانية والسبعين من "مهرجان البندقية السينمائي"، التي أعلن برنامجها أخيراً (تنطلق في 2 أيلول/ سبتمبر المقبل)، لا نعثر سوى على فيلمٍ عربيّ واحد، يشارك في فئة "آفاق"، المخصّصة، وفق إدارة المهرجان، لـ"الأفلام التي تمثل أحدث الاتجاهات الجمالية والتعبيرية في السينما العالمية".

في الدورة الماضية، شهد "البندقية" مشاركة ثلاثة أفلام عربيّة؛ هي "ذيب" للمخرج الأردني ناجي أبو نوار، والذي حاز جائزة أفضل فيلم عن فئة "آفاق"، منافساً الفيلم السوري "أنا مع العروسة" (وثائقي) الذي حاز قبل شهرين الجائزة الأولى لفئة الأفلام الوثائقية في مهرجان "وهران الدولي للفيلم العربي". إلى جانبهما، شارك أيضاً فيلم المخرجة الفلسطيني سها عرّاف؛ "فيلّا توما".

وقبل شهر، اختُتمت الدورة الثالثة والثلاثون من "مهرجان ميونخ السينمائي الدولي"، الذي شارك فيه قرابة 180 فيلماً، خمسة فقط منها كانت عربية، هي "الزين اللي فيك" (المغرب) و"ذكريات منقوشة على حجر" و"صمت الراعي" (العراق) و"ذيب" (الأردن) و"المطلوبات الـ 18". أعمالٌ باتت معروفة، غالباً، لدى الجمهور، الذي شاهدها تتنقّل في معظم مهرجانات عام 2014.

الفيلم العربي الوحيد الذي سيشارك في هذه الدورة من "البندقية"، هو "مدام كوراج"، لمخرجه الجزائري مرزاق علواش. يتناول العمل قصّة مراهق يدعى عُمر، يعيش في حي فقير في مدينة مستغانم، مُدمن على عقار "أرتان"، المعروف باسم "مدام كوراج".

يترك العقار أثراً على متعاطيه، يجعله يظنّ نفسه يمتلك قوّة لا تُقهر؛ لهذا السبب يُلاقي رواجاً كبيراً بين الشباب هناك. ذات صباح، يجد عمر نفسه أمام عينيّ سلمى، بعد أن سرق من جيِدِها عقداً ذهبيّاً.

من جهة أخرى، لم يترك علواش مجالاً للاحتفاء به. ففيلمه "السطوح"، يشارك في الدورة الحالية من "مهرجان لوكارنو السينمائي" (سويسرا)، الذي يعقد هذه السنة بشراكةً مع "صندوق الدعم الإسرائيلي للسينما"، المموّل من وزارة الخارجية الإسرائيلية، الأمر الذي جعل أصوات عالمية وعربية -سيما من تونس- تدعو إلى مقاطعته. لكن علواش غض الطرف مصوّباً نظره إلى مهرجانٍ آخر. 

المساهمون