"مجموعة إنسان" لعلي العلياني على "إم بي سي": تكرار مستمر

13 يونيو 2017
علي العلياني (فيسبوك)
+ الخط -
يعود مُقدِّم البرامج السعودي، علي العلياني، ليقدم البرنامج الحواري الفني "مجموعة إنسان" على شاشة MBC. فكرة لم تتطوّر كثيراً عما قدمه العلياني قبل عام وفي شهر رمضان.
برنامج "يا هلا رمضان" عُرض على شاشة "روتانا خليجية"، واستضاف من خلاله مجموعة من الفنانين. فيما بادرت MBC إلى منافسة العلياني بداوود الشريان، وكلّفته بتقديم برنامج مشابه بعنوان "شريان". "مجموعة إنسان"، الجملة مُستنسخة من أغنية للفنان محمد عبده.

وقال العلياني إنّ عبده سمح له بذلك من أجل البرنامج. لكن السؤال هو، ما الجديد الذي تحاول المحطة تقديمه هذه السنة؟ كل الضيوف الذين شاهدناهم مع العلياني والشريان قبل عام، عادوا هم أنفسهم هذا الموسم. التغيير الوحيد كان في الديكور، والذي لا يبتعد بالضرورة عن برنامج "يا هلا رمضان" عام 2016. أما فريق الإعداد، فظهرَ دون شكٍّ ضعيفاً منذ الحلقات الأولى. معلومات أضاعت العلياني، وحولته إلى محاور "معجب" بالضيف وشهرته، وليس لنقل تساؤلات الناس، والخروج بنتيجة مرضية، وذلك على الرغم من خبرته الطويلة في الحوارات.

أسئلة تقليدية نمطية، تبدأ بالسؤال عن بدايات الضيف، ثم الاتجاه لجزء من الأخبار الصحافية المنقولة أو الموثقة عبر فيديوهات ومشاكل بين الضيف وبعض أصدقائه من فنانين وإعلاميين، على كرسي يقيسُ حال الانفعال التي يتعرَّض لها الضيف، أثناء مرور الفيديوهات والأخبار المثيرة للجدل. نوع ليس بجديدٍ على برامج الحوارات، وكان برنامج "مايسترو" قبل سنوات طويلة، من تقديم اللبناني نيشان درهارتيونيان، قد طرح فكرة الاعتراف من خلال الكرسي المشابه لكرسي المرضى النفسيين. وكذلك فعل تمام بليق في برنامج "بلا تشفير" وغيرهما الكثير. لكن العلياني يحاول أن يصطاد الضيف بطريقة يثير فيها بعض المشاكل والأقاويل، ليحظى بنسبة مشاهدة عالية، وتفاعل الناس على مواقع التواصل الاجتماعي حول الحلقة.

صورة مصغرة لا تقف عند حدود الأسئلة التي بات المشاهد يحفظها عن ظهر قلب، وتتعلق مثلاً بموقف إليسا السياسي (حلقة أول من أمس)، وصراحتها المعهودة على "سوشيال ميديا"، أو موقفها من أحوال المرأة، ومناهضة العنف وزواجها. المواضيع التي باتت مُستهلكة في معظم الحوارات التي تحل فيها إليسا ضيفة على أي قناة فضائية. وكل ذلك كان من ضمن إعداد أسئلة مُتشابهة أجابت عنها إليسا قبل أشهر مع عمرو أديب على شاشة أبو ظبي ضمن برنامج "كل يوم جمعة" المُصوَّر في بيروت. وكذلك استقبال العلياني للفنانة سميرة توفيق، بداية الشهر، بعد أقل من عام على استضافتها مع داوود الشريان في البرنامج المماثل.
استهلاك، يدور حول عشرة إلى خمسة عشر مطرباً أو مطربة في العالم العربي، أصبحوا "أبطال" البرامج الحوارية دون منازع، ولا مراعاة لحدود التكرار من قبل القنوات الفضائية نفسها، والتقليد الذي يسيطر على من يستطيع حوار هذا أو ذاك، وكسب "سكوب" تقليدي" يرفع من "رايتنغ" الحلقة، ولا يعود بالمنفعة على المشاهد.

أسئلة كثيرة تُطرح حول هذا النوع من البرامج، وما الذي تحققه من استقبال مجموعة محدودة من الفنانين بالطريقة نفسها والأسئلة نفسها، وحتى أحياناً في "البدلة " نفسها. والتساؤل الأكبر، ألم يعد الوطن العربي قادراً على تخريج مجموعة شابة من الفنانين، ومؤسسات تحاول الأخذ بيدهم وتضعهم على السكة السليمة لدنيا الغناء والتمثيل؟
دلالات
المساهمون