استمع إلى الملخص
- أظهرت مقاطع مصورة محاولات إنقاذ الصحافيين المصابين، لكن الحصار الإسرائيلي يعيق سفرهم للعلاج، مما يزيد من معاناتهم ويعرض حياتهم للخطر.
- يعاني الصحافيون في غزة من استهداف ممنهج، حيث بلغ عدد الانتهاكات ضدهم أكثر من 1600 خلال عام، في محاولة لمنع نقل الأحداث وكشف الجرائم ضد الشعب الفلسطيني.
كان أمس الأربعاء في شمال غزة صعباً وقاسياً على الصحافيين، بعد تعرّض عدد منهم لاستهداف مباشر من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال ممارسة عملهم الميداني في نقل الأحداث التي تشهدها منطقة مخيم جباليا وحالة الحصار المطبق الذي فرضته القوات الإسرائيلية على المنطقة. واستشهد المصور الصحافي في قناة الأقصى الفضائية محمد الطناني، فيما أصيب زميله المراسل في ذات القناة تامر لبد والمصور الصحافي في قناة الجزيرة الفضائية فادي الوحيدي، ونقلوا بواسطة الطواقم الطبية إلى المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في مدينة غزة لتلقي العلاج.
ونشر صحافيون صوراً من داخل المستشفى للصحافيين لبد والوحيدي وهما في حالة صحية صعبة نتيجة الاصابة، ويُخشى على حياتهم في ظل ضعف القدرات الصحية التي تتزامن مع استهداف وانهيار المنظومة الطبية بفعل حرب الإبادة المتواصلة للشهر الثالث عشر على التوالي.
في الوقت ذاته، أظهرت مقاطع مصورة مراسل التلفزيون العربي في شمال غزة، إسلام بدر، وهو ينتشل زميله فادي الوحيدي بعد تعرضه للإصابة نتيجة استهدافه في منطقة غرب مخيم جباليا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، رغم خطر إصابته برصاص القنص. وظل الوحيدي ملقى على الأرض لبرهة من الوقت في ظل صعوبة الوصول إليه جراء عمليات الاستهداف المتواصلة قبل أن يقرر زملاؤه المرافقون له في الميدان المخاطرة وانتشاله، في محاولة منهم للحفاظ على حياته.
ويحتاج الصحافيان فادي الوحيدي وتامر لبد، ومن قبلهم مصور الجزيرة الذي أصيب قبل أيام في جنوب قطاع غزة علي العطار، إلى السفر خارج غزة من أجل إجراء عمليات جراحية فورية، بعد إصابتهم بشكل دقيق من قبل الآليات العسكرية الإسرائيلية والطائرات المسيرة بدون طيار، في وقت يفرض الاحتلال حالة حصار شاملة على القطاع ويسيطر على المعابر الحدودية، وتحديداً معبر رفح البري مع مصر.
ويعاني الصحافيون العاملون في شمال القطاع تحديداً والمناطق الأخرى عموماً، من حالة الحصار كما بقية الأهالي البالغ عددهم حسب التقديرات الأممية والحكومية نحو 400 ألف نسمة، ما يجعلهم عرضة للاستهداف في أي وقت. ويتنقل الصحافيون بصعوبة بالغة خلال تغطيتهم الصحافية للأحداث في مناطق شمالي القطاع، ما يجعلهم عرضة للاستهداف، حيث أصيب منهم في يوم واحد ستة صحافيين، واستشهد المصور الصحافي الطناني برصاص قوات الاحتلال.
ويعمل الصحافيون في الميدان على نقل الأحداث والمجازر التي تشهدها مناطق الشمال من استهداف يطاول المنازل والمدارس والمنشآت المدنية، بما في ذلك المستشفيات، كما جرى عند استهداف مستشفى كمال عدوان وطلب الاحتلال إخلاءه من المرضى والطواقم الطبية، أو مستشفى اليمن السعيد الذي ارتكب الاحتلال فيه مجزرتين. وبحسب مؤسسة حماية الصحافيين الفلسطينيين، فقد بلغ عدد الانتهاكات ضد الصحافيين ووسائل الإعلام الفلسطينية خلال عام من الحرب أكثر من 1600 انتهاك، شملت استشهاد 176 صحافياً وصحافية، وإصابة العشرات بجراح، وبينهم من فقد أحد أطرافه، وفقدان 514 من أفراد أسرهم نتيجة الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت منازلهم.
وقال المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي، إسماعيل الثوابتة، إن الاحتلال يستهدف القطاعات الحيوية كافة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها القطاع الصحافي، حيث قتل منذ بداية الحرب 176 صحافياً فلسطينياً، فضلاً عن ملاحقة المئات منهم بالاستهداف بين فترة وأخرى. وأضاف الثوابتة في حديث مع "العربي الجديد" أن هناك 396 صحافياً وعاملاً في القطاع الإعلامي تعرضوا للإصابة منذ بداية حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني التي دخلت عامها الثاني على التوالي، إضافة إلى اعتقال 36 صحافياً وإعلامياً في سجونه.
ولفت الثوابتة إلى أن الاحتلال سعى لقتل 7 من الصحافيين الفلسطينيين في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين، حيث استشهد منهم المصور الطناني، فيما أصيب 6 آخرون بجراح متفاوتة. وأشار إلى أن الاحتلال يسعى لمحاربة السردية الفلسطينية عبر استهداف الصحافيين، ولا سيما أن السردية الإسرائيلية للأحداث كانت هي المسيطرة على الأحداث في كل دول العالم عبر الترويج لفكرة أن الاحتلال هو الضحية، غير أن الصحافي الفلسطيني نجح في كسر هذه الروايات الملفقة التي يحاول الاحتلال خداع العالم بها.
وعبّر المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي عن اعتقاده بأن تصاعد استهداف الصحافيين عموماً، وفي منطقة الشمال على وجه الخصوص، يندرج في إطار محاربة السردية الفلسطينية ومحاولة منع التغطية ونقل الأحداث في ما يتعلق بالإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وعمليات التطهير العرقي. ورأى أن ما يجري بمثابة انتقام من الصحافيين الفلسطينيين، في ظل تصاعد حدة الغضب العالمي والدولي، وتحديداً في أوروبا، ومحاولة أخرى لقتل أكبر عدد ممكن منهم في إطار منع التغطية الصحافية الفلسطينية للأحداث.