تمثّل مجلة "الحياة الثقافية" التي أطلقتها وزارة الثقافة التونسية منتصف سبعينيات القرن الماضي أحد فضاءات النشر الأساسية في مجالات الإبداع والنقد والفكر. وعلى الرغم من صدورها عن جهة رسمية، وهو ما أمّن لها الاستمرارية على مدى عقود، فإنها عرفت تقلّبات كثيرة، آخرها توقّف صدورها منذ الصيف الماضي، إضافة إلى إشكاليات متعلّقة بمستحقات الكتّاب.
منذ أيام، صدر عددٌ جديد من المجلة، هو الثالث بعد المئة الثالثة، وقد جرت الإشارة إلى أن هذا العدد هو نفسه عدد شهر أيلول/ سبتمبر 2019 الذي كان جاهزاً ولم يجد طريقه إلى المطبعة، علماً بأن المجلة شهرية. وفي تدوينة له على فيسبوك، أشار رئيس التحرير الجديد، يونس السلطاني، إلى أنه "سيفرج تباعاً وقريباً" عن كلّ الأعداد التي جرى تأجيلها.
من المقالات التي تضمّنها العدد: "الخط العربي فن كتابة واستعراض من خلال تجربتي حسن المسعود وجوليان بروتون" لـ راية العيادي، و"مهذّب أولاد طيب يعيد بناء مدينة بين سيدي وبوزيد" لـ مصطفى مدائني، فيما كتبت مها عزوز عن "آخر الموريسكيات: صدوع الماضي أم أصداء الحاضر"، وقدّم ضو سليم قراءة في قصة "ميثاق السفينة" للمنجي الشملي، إضافة إلى تضمّن العدد لحوار أنجزته منية عبيدي مع الروائية مسعودة بوبكر.
كما قدّم في العدد نفسه الناقد المغربي عبد الله المتقي قراية بعنوان "بعيداً قريباً من الساعة الأخيرة"، وتناولت مجموعة قصصية للكاتب التونسي سفيان رجب، فيما تناولت جليلة عمامي "جدلية الحب والعنف في رواية سيدات القمر لجوخة الحارثي"، واشتغل السيد العلاني على "تداخل الأجناس وغياب الخيال في كتاب الخلفاء الملعونين لهالة الوردي".
"أفلمة الأدب وممكن السينما في روايات محمود المسعدي" عنوان مقال لسمير الزغبي، فيما كتب سهيرة شبشوب عن "أدب الطفل والتدمير الناعم سلسلة المكتبة الخضراء نموذجاً"، وتساءل علي العريبي "حافظ ابراهيم: هل هو شاعر وطني؟"، فيما درس يوسف الحناشي مفهوم العمل في الفكر الخلدوني.
وفي باب النصوص المترجمة، عرّب رمضان بالرمضان مقالاً لبيار بيستلوتي بعنوان "هل الشعبوية ديمقراطية؟". وفي باب النصوص القصصية نقرأ: "البعوضة" لطارق الشيباني، و"قبلة الأفعى" لفؤاد خليفة شابير، و"الكورس الذي لم يمت أبداً" لناظم بن ابراهيم، و"لغز الداموس" لبلقاسم برهومي.
أما في باب "مكتبة الحياة الثقافية"، فقد تناول شكري الباصومي الكتب التالية: "أحاديث جانبية" لرياض خليف، و"إسلام القرآن.. إسلام العقل" لنهلة عنان، و"التفكير الاصلاحي في تونس" لرشاد الإمام، و"الخوف في بلاد المغرب في العصر الوسيط" لمحمد العادل لطيف، و"المقامة الهمذانية" لخالد الوغلاني، وراوية "حمام الذهب" لمحمد عيسى المؤدب.