صيانة المبنى التي تأخرت طويلاً تشمل بعض الأعمدة الخرسانية والأرضيات، إلى جانب وضع سيناريو جديد لعرض التحف وإبراز المقتنيات. إغلاق المتحف طيلة هذه المدة، أمر ينسحب على 19 متحفاً مغلقاً، لا أسباب لإغلاق 11 منها على الأقل، مثل "المتحف البحري" و"الموزاييك" في الإسكندرية، و"متحف محمد علي" في القليوبية، و"متحف أحمد عرابي" و"صان الحجر" في الشرقية، و"كوم أوشيم" في الفيوم.
في حديثه لـ"العربي الجديد"، يقول استشاري تصميم المتاحف والمعماري المصري حمدي السطوحي إن السبب يكمن في "البيرقراطية وتعدّد الإدارات التي تفرض موافقات كثيرة وإجراءات مطوّلة للقيام بأعمال الترميم والصيانة، بدلاً من وجود هيئة تديرها بشكل مباشر".
ويوضّح أن "الأمر يعود إلى التباس في مفهوم المتحف ووظائفه في مصر وغيرها من البلدان العربية، حيث لا يزال الهدف من إنشائها هو حفظ مقتنياتها، بينما يتم تجاهل توثيق اللحظة الزمنية التي تواجد فيها الأثر بوصفه شاهداً على الحضارة في حقبة معينة".
يضيف صاحب دراسة "مدن قديمة أملاً بحياة جديدة" أن الإدارات في مصر تفتقد إلى وظائف أساسية ينصّ عليها تعريف "اليونسكو" و"المجلس العالمي للمتاحف"، الذي يؤكد على دور المتحف في الجمع والحفظ والبحث وعرض التراث الإنساني وتطوّره لأغراض تعليمية ودراسية وترفيهية، وبأنه مؤسسة لا تهدف إلى الربح لتحقيق التنمية الثقافية وإنجاز الدراسات العلمية، وأن المهمة التربوية له توازي دوره العلمي".
وينبّه إلى أن "تدارك أسباب الأهمال وتأخّر أعمال الترميم، يتطلّب تمكين أصحاب الخبرات من العمل، عوضاً عن الاستثمار فيه من قبل بعض الشركات خلال الخمس عشرة سنة الأخيرة بشكل وصل إلى حدود الاستغلال".
يأتي ذلك بعد القيام بعدّة خطوات، بحسب السطوحي، وهي إدراك مفهوم المتحف وأهميته، وربطه بشكل تكاملي مع الهيئات ذات الصلة مثل كليات الفنون والمراكز البحثية المتخصّصة، التي يقع على كاهلها القيام بالدراسات في الشؤون التي يُعنى بها كلّ متحف، وهي قادرة أيضاً على المساعدة في الحصول على تمويل يخدم غايات البحث والترميم، والتنسيق والتعاون مع القطاع الخاص الذي يطرح رؤى جديدة في إنشاء المتاحف وتطويرها لكن يتم تجاهلها غالباً.
يرى صاحب "الهوية العربية في مواجهة العولمة المعمارية" أن "هذه التعديلات يعقبها إنشاء مجلس أعلى للمتاحف لإدارتها بشكل مباشر لا يتبع وزارة الآثار، إنما مجلساً أعلى للتراث الذي يتطلب رؤية حديثة لأثارنا بوصفها تراثاً يعبّر عن حضارة كاملة وليست مجرد قطع ومقتنيات للحفظ، وأن يُربط المجلس بأعلى الجهات في الدولة حتى لا يضطرّ إلى العبور في متاهة الإدارات المتعدّدة".
يُذكر أن "متحف طنطا" يحتوى على العديد من الآثار المصرية القديمة الفرعونية والإسلامية والقبطية، وعدداً من القطع اليونانية الرومانية، وتم افتتاحه عام 1990 لكن بعد 10 سنوات تم غلقه لتطويره.