"متحف طبرق الوطني": إشراف رسمي

03 ابريل 2019
(مبنى كنيسة طبرق في أربعينيات القرن الماضي)
+ الخط -

في عام 1932، قامت سلطات الاستعمار الإيطالي بتأسيس كنيسة في مدينة طبرق (1300 كلم شرقي العاصمة الليبية)، والتي تعرّضت إلى القصف وانهارت أجزاء منها أثناء الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945)، قبل أن يتمّ ترميمها في ما بعد.

أُغلق المبنى بعد الاستقلال مثلما حدث بالنسبة إلى كنائس أخرى في البلاد بسبب مغادرة الجالية الإيطالية التي أقامت في البلاد عدّة عقود، وعدم وجود ليبيين ينتمون إلى الديانة المسيحية، وظلّ الأمر كذلك حتى عام 1992 حين أصدر النظام السابق قراراً بتحويل المكان إلى متحف.

لم يحظ المتحف باهتمام رسمي يُذكر؛ حيث جُمعت المقتنيات الحربية والأثرية والتراثية من سكّلن المدينة من دون رؤية واضحة لتصنيف محتوياته وعرضها، إذ أشرفت عليه إحدى الجمعيات الأهلية قبل أن تتسلّمه "مصلحة الآثار" منذ عدّة أيام.

تزامن ذلك مع قرار جديد لإنشاء "متحف طبرق الوطني"، ما يعني إشرافاً مباشراً من قبل الجهات المسؤولة عليه، في إطار خطة تشمل العديد من المعالم التاريخية، ومنها "قصر البركة" في مدينة بنغازي، والذي يعود إلى العهد العثماني وتسلّمته "الآثار" وبدأت مشروع ترميمه عام 2017، و كذلك "قصر المنار" في المدينة نفسها والذي شهد إعلان الاستقلال، وتقرّر تحويله إلى متحف أيضاً.

من مقتنيات المتحفيحتوي المبنى على مقتنيات عدّة تعود إلى حقب زمنية مختلفة مرّت على المدينة والمناطق التي تحيط بها، مثل الفخاريات الرومانية واليونانية، وقطع السلاح ومتعلقّات جنود تعود للحرب العالمية الثانية وفترة مقاومة الإيطاليين، ولوحات ضوئية توثق أهم أعلام المدينة وأهم الشخصيات التي قامت بزيارتها.

كما يضم جسمات للعديد من المقتنيات الشعبية المختلفة، وطوابع وصحفاً ومجلات، ومقتنيات تعود للعهد الملكي وأخرى تعود للجنود الليبيين الذين شاركوا في القتال إلى جانب الحلفاء في ما عرف بـ "القوة العربية الليبية" آنذاك.

تمّ تثبيت علامات أمام كل قطعة تُبرز اسم الشخص الذي تبرع بها، وهو ما ينطبق على سبع لوحات جدارية قدّمتها "جمعية قدامى المحاربين الفرنسية"، وتوضّح معركة بير الحكيم الشهيرة التي وقعت عام 1942 بين القوات القرنسية وبين القوات الإلمانية والإيطالية بقيادة رومل.

تتوزّع المعروضات بين الفخاريات والآثار القديمة ومخلفات الحرب العالمية الثانية، وأعلام طبرق وأبرز شخصياتها العامة، وقسم للجيولوجيا والتاريخ الطبيعي، والمقتنيات الشعبية، ومجموعة مقتنيات تعود إلى العصر الحجري اكتشفت في واحة الجغبوب.

المساهمون