"متحف سوهاج".. بعد سبعة وثلاثين عاماً

17 اغسطس 2018
(من المتحف)
+ الخط -

تُشكّل البيروقراطية أحد أبرز العقبات التي تحول دون استكمال بناء أو ترميم وإعادة تأهيل العديد من المتاحف المصرية؛ فغالباً ما تُواجَه هكذا مشاريع بسلسلة طويلة من الإجراءات الإدارية المعقّدة، وهو أمرٌ يفاقمه تعدُّد الإدارات وغياب هيئةٍ واحدة تُشرف مباشرةً على إدارة المتاحف.

ولا ترتبط إدارة قطاع الآثار بكلّيات الفنون والمراكز البحثية المتخصّصة، والتي تقوم بإنجاز دراسات متعلّقة بالمتاحف، وتُساعدها للحصول على التمويل الذي يبقى حجرة عثرة أمام كلّ محاولةٍ للخروج من الوضع القائم.

ينطبق ذلك على "متحف سوهاج القومي"، الذي وُضع حجر أساسه عام 1981، ولم تنطلق أشغال إنجازه إلّا عام 1993، ليتوقّف بعد ثلاث سنوات فقط، بذريعة وجود مشاكل هندسية وفنّية، ثم انطلقت الأشغال مرّة أخرى في 2004، قبل أن تتوقّف في 2010، وتعود منتصف عام 2016.

ومن دون القيام بأيّة مراجعات لتقييم أسباب تعطّل الأشغال أو محاسبة المسؤولين عنه، أُعلن منذ أيام عن افتتاح المتحف الذي يقع على الضفّة الشرقية لنهر النيل على مساحة تقارب سبعة آلاف متر مربّع، وتمّ تصميمه على طراز معبد مصري قديم شبيهٍ بمعبد سيتي الأوّل في سوهاج.

يضمّ المبنى قرابة 800 قطعة أثرية تستعرض فكرة البعث والخلود عند قدماء المصريّين، حيث يشتمل الدور الأرضي على تماثيل وقطع لملوك الأسرتَين الأولى والثانية، إلى جانب بعض المقتنيات التي تمّ نقلها من "المتحف المصري" و"المتحف القبطي" و"متحف الفن الإسلامي".

أمّا الطابق الأرضي، فيلقي الضوء على الجانب الديني في مصر القديمة؛ حيث خُصّص لعرض قطعٍ من مواقع أخميم والحواويش والديابات وأبيدوس والهجارسة تُبيّن كيف وحّد المصري القديم المعبودات وكيف تفاعل مع منسك الحج إلى معبد أبيدوس.

تتنوّع المعروضات بين مومياوات وتوابيت خشبية وتماثيل وأحجار ثقيلة وعُملات ذهبية وبرونزية وقطع أثرية صغيرة ثمينة من الآثار المصرية القديمة واليونانية - الرومانية والقبطية والإسلامية. كما تضم مخازن المتحف مئات القطع الأخرى الجاهزة للعرض لاحقاً.

المساهمون