"مادونا إكس"... موسيقى البوب لا تعرف الشيخوخة

30 يونيو 2019
+ الخط -
قبل أيام، طرحت نجمة البوب الأميركية مادونا ألبوماً غنائياً جديداً، حمل اسم "مادونا إكس". وهو الألبوم الغنائي الرابع عشر الذي تطرحه خلال مسيرتها الممتدة على أربعة عقود. يتكون الألبوم من 18 أغنية، تنتمي جميعها لنمط البوب، تؤديها بلغة إنكليزية وتكسرها ببعض المصطلحات والمقاطع الإسبانية بالاستعانة بمغنين لاتينيين، أمثال: مالوما وأنيتا. وتحافظ مادونا بذلك على ذات المزيج اللغوي الذي ميزها منذ أن أدت La isla bonita في ثمانينيات القرن الماضي.

في الألبوم الجديد تفتح مادونا الأفق أمام أغنية البوب، فتستعين بمرجعيات صوتية مختلفة لإعادة صياغتها ضمن أغنية بوب تقليدية؛ وكالعادة فإن الموسيقى والإيقاعات اللاتينية تحتل مساحة واسعة في أغاني مادونا، ويبدو ذلك واضحاً في أغنية Medellin.

بينما نجدها في أغنية Future تبسط موسيقى الريغي لتكون جزءاً من لحن الأغنية. بينما تعتمد على موسيقى هندية في تشكيل الإيقاع الأساسي في أغنية Come alive. وكذلك تحوّل التراتيل الكنسية لإيقاع أغنية بوب في God control، وتستفيد من أجراس الكنيسة بتشكيل موسيقى في أغنية Dark Ballet التي تبدو الموسيقى الكلاسيكية هي الكتلة الأبرز فيها. وهي حال عدد كبير من أغاني الألبوم، أبرزها Extreme Occident التي تستفيد فيها أيضاً من الموسيقى الشرقية لإغناء الأغنية، فتبدو لوحة موسيقية متنوعة، تختزل جمالية الألبوم.

هذا التنوع الموسيقي هو ما يجعل الألبوم بمثابة انتفاضة تعيد مادونا لألقها مجدداً؛ انتفاضة هي بحاجة إليها، لا سيما بعد الانتكاسة الفنية التي وقعت فيها في ألبومها السابق Rebel Heart (2015)، وما تلاه من نقاشات ومقالات تصنف مادونا في خانة نجمة البوب الستينية التي تجاوزها الزمن؛ وهي الأفكار التي حرّضت مادونا على خوض تجربة الألبوم الجديد.

"مادونا إكس" هو الاسم الذي كانت تلقب به مادونا عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها، في دروس الرقص التي كانت تخضع لها، من دون أن تدرك حينها أنها ستصبح نجمة البوب الأولى في سنوات لاحقة؛ وقد اختارت مادونا هذا الاسم لعدة اعتبارات، فهو من ناحية يمثل رغبتها في العودة إلى تلك الحقبة العمرية، والتي تبدو واضحة في كلمات الألبوم نفسه، فالجملة الأولى من الأغنية الأولى للألبوم Medellin تشير إلى ذلك، إذ تقول: "تناولت حبة دواء وحلمت بأنني عدت إلى السابعة عشرة من عمري".

ومن ناحية أخرى، فإن اسم "مادونا إكس" يتلاءم أيضاً مع رغبة مادونا في تجربة عدد من الأدوار. فالرمز X الذي يشير في لغة الرياضيات إلى المجهول، يلائم ما قامت به مادونا في ألبومها الجديد. إذ لعبت فيه أدواراً اجتماعية متعددة في الفيديو الترويجي وما تلاه من كليبات (صدر منها اثنان فقط حتى اليوم)، فلعبت دور المعلمة والراقصة ورئيسة دولة وعميلة سرية وراهبة وربة منزل.

ورغم أن فكرة الألبوم والتنوع القائم فيه تبدو مثيرة وجذابة، إلا أن هذا التنوع يجعل الألبوم، كمنتَج فني، يعاني من بعض المشاكل على مستوى المضمون، فتبدو رغبة النجمة العالمية في الحديث عن كل شيء واضحة في بعض أغاني الألبوم، وهذه الرغبة تجعل مادونا تنتقل بين المواضيع المهمة بسرعة كبيرة، فتجدها تتحدث عن أهمية نزع السلاح، ودعم المثليين، والحرية الفكرية والدينية، والحرية الجسدية، من دون أن تصل أي فكرة إلى حد الإشباع. وذلك ما يجعل الألبوم متطوراً في الجانب الموسيقي مقارنة بالكلام.

المساهمون