"مئوية كليمت": تجربة بزوايا مختلفة

16 اغسطس 2017
(من المعرض)
+ الخط -
في إطار التحضيرات للاحتفال بمرور مئة عام على رحيل الفنان التشكيلي النمساوي غوستاف كليمت (1862 – 1918)، يحتضن "متحف ميلانو للثقافات" معرض "تجربة كليمت" الذي انطلق في السادس والعشرين من الشهر الماضي ويتواصل حتى السابع من كانون الثاني/ يناير المقبل.

قرابة 700 نسخة إلكترونية عن أعماله التي تظهر باستخدام أشعة الليزر على سطوح المكان، ستكون بانتظار متابعي صاحب "القبلة" الأشهر في تاريخ الفن والتي رسمها عام 1908، حيث ستكون إلى جوار أعمالٍ أخرى له، إضافة إلى صور له ولرفيقة دربه إميلي هوغه ولمدينته فيينا التي عاش فيها معظم حياته.

صمّم المنظّمون المعرض الافتراضي ليقدّم من خلال تجربة متعدّدة الوسائط، الخلفية التاريخية التي عاشها فيها الفنان، حيث شكّلت النمسا حينها حاضنة للموسيقى والأدب والعمارة، وهو الذي شارك في إنشاء مسارح عديدة عبر رسوماته على جدرانها.

كما يقدّم المعرض لوحاته التي رسمها بعد ظهور حركة "الانفصال الفني" في فيينا، والتي قادها كليمت عام 1897 مع عدد من الفنانين ومعماريين مثل: أوتو فاغنر، وجوزيف هوفمان، وكولومان موسر، وجوزيف ماريا أولبريتش، وماكس كورزوييل، وامتدّ تأثيرها إلى فنون أخرى، حيث استطاعوا إخراج العاصمة النمساوية من أجوائها المحافظة والخروج من تقاليد الفن وإيصاله إلى عامة الناس.

اعتبرت أعمال كليمت في تلك الفترة خارجة على الأعراف ومعايير المجتمع لما احتوته من إثارة حسية، وهي التي يبيّنها المعرض حيث يظهر الجسد الأنثوي بوصفه المحفّز الأكبر للفنان النمساوي خلال أربعة عقود، إلى جانب شغفه بالأفكار الجديدة ونقد السائد وهي استحوذت على كتاباته التقدية التي نشرها آنذاك.

الأعمال المعلّقة على سقوف وجدران وأرضية المتحف  تتيح للزائر أن يراها من جميع الجهات بزوايا مختلفة، ويمكنه أيضاً رؤيتها مكبّرة أضعافاً على شاشات مثبتة في الأنحاء، على وقع موسيقى شتراوس، وموزارت، وفاغنر، وباخ، وبيتهوفن، وهم أبرز الملحّنين الذين كانوا مؤثّرين في تجربة صاحب "شجرة الحياة"، خاصة الأخير الذي قدّم أعمالاً مستوحاة من سمفونيته التاسعة.

المساهمون