لا يمكن لزميلي في العمل أن يفهم سبب تناولي وجبة اللوبياء المسلوقة مع كثير من البصل والبندورة، وقليل من الزيت، والمعروفة في لبنان باسم "لوبية بزيت"، مرتين أو أكثر أسبوعياً. غالباً ما أجيبه لدى إبداء استغرابه لتناولي هذا الطبق النباتي مراراً وتكراراً بأنّها وجبتي المفضّلة، والأسهل تحضيراً.
هي عملياً كذلك، لكنّ تناولي إياها ليس مرتبطاً بهذين السببين فقط، بل بمحاولة دائمة لإقناع نفسي بأنني أؤدي واجبي للعُلى: الحمية الغذائيّة أو "الدايت".
هذه الوجبة هي الوحيدة التي أتذكّرها وأستمتع بطعمها، من بين عشرات الوجبات، التي لا تنفكّ أخصائية التغذية عن تنبيهي إلى ضرورة تناولها، ووجبات مماثلة مرتين في الأسبوع على الأقلّ، للحفاظ على الكيلوغرامات التي خسرتها منذ مطلع العام.
بعد وجبات دسمة ظهراً، وغالباً في المساء، أعزّي نفسي بوجبتي المفضّلة. أقول بيني وبين نفسي: سأتناول هذا الطبق الشهي الآن، وغداً سألتهم صحن لوبية بزيت، لأعدّل السعرات الحراريّة، التي دخلت إلى جسمي. هكذا تكرّ السبحة. لا يتوقّف السباق بين الوجبات الشهية والمثقلة بالسعرات الحراريّة وبين الخضار المسلوقة مع البهارات وعصير البندورة.
في المنزل لا يفهم زوجي سبب شهيّتي الدائمة، خصوصاً في المساء بعد عودتي متأخرة من يوم عمل ماراتوني. يكفي أن يسألني عمّا إذا كنت أرغب في عشاء "لايت"، قوامه اللبنة والجبنة مع الخضار، حتى أُجنّ عليه: أتريديني بعد يوم مضنٍ، لم يتسنّ لي خلاله أن أشرب كوب ماء، أن أنهي نهاري بالخضار واللبنة؟ بعد دقائق عدّة، يعدل زوجي، مع تعنّتي في موقفي، عن فكرته هذه. أقنعه أحياناً بتناول عشاء لذيذ خارج المنزل، وأحياناً أخرى بطلب وجبات عبر خدمة "الدليفري". وفي مرات نادرة أنصاع لرغبته بتناول عشاء خفيف من حواضر المنزل.
وحواضر المنزل تعني، إلى جانب اللبنة والجبنة الخضار والفواكه، الحلويات والمربيات على أنواعها: مربى الفريز والمشمش والتين الأخضر المحشو بالجوز. لا بديل عنها لاختتام مذاقات اليوم، لكن يحصل أحياناً ولكي أخفّف من شعوري بالذنب، أن أتناولها مع خبز خاص بالحمية الغذائيّة. غالباً ما ينتابني الشعور بالذنب بعد إنهاء وجبتي. ويصبح أقوى، لحظة تأملي الثياب الجديدة، التي تضيق بها خزانتي، ويضيق مقاسها عليّ تدريجياً. يبلغ الشعور بالذنب أقصاه عند موعد مناسبة ما.. ماذا سأرتدي؟ أجرّب أثوابي وأتأفف، هذا يظهرني سمينة قليلاً، وهذا لونه فاتح، واللون الغامق يشعرني بالضيق.. أبدّل وأغيّر وأتأمل.. وفي لحظات تخل ما، أتخذ القرار الحاسم: سأعود إلى الريجيم مجدداً.
هي عملياً كذلك، لكنّ تناولي إياها ليس مرتبطاً بهذين السببين فقط، بل بمحاولة دائمة لإقناع نفسي بأنني أؤدي واجبي للعُلى: الحمية الغذائيّة أو "الدايت".
هذه الوجبة هي الوحيدة التي أتذكّرها وأستمتع بطعمها، من بين عشرات الوجبات، التي لا تنفكّ أخصائية التغذية عن تنبيهي إلى ضرورة تناولها، ووجبات مماثلة مرتين في الأسبوع على الأقلّ، للحفاظ على الكيلوغرامات التي خسرتها منذ مطلع العام.
بعد وجبات دسمة ظهراً، وغالباً في المساء، أعزّي نفسي بوجبتي المفضّلة. أقول بيني وبين نفسي: سأتناول هذا الطبق الشهي الآن، وغداً سألتهم صحن لوبية بزيت، لأعدّل السعرات الحراريّة، التي دخلت إلى جسمي. هكذا تكرّ السبحة. لا يتوقّف السباق بين الوجبات الشهية والمثقلة بالسعرات الحراريّة وبين الخضار المسلوقة مع البهارات وعصير البندورة.
في المنزل لا يفهم زوجي سبب شهيّتي الدائمة، خصوصاً في المساء بعد عودتي متأخرة من يوم عمل ماراتوني. يكفي أن يسألني عمّا إذا كنت أرغب في عشاء "لايت"، قوامه اللبنة والجبنة مع الخضار، حتى أُجنّ عليه: أتريديني بعد يوم مضنٍ، لم يتسنّ لي خلاله أن أشرب كوب ماء، أن أنهي نهاري بالخضار واللبنة؟ بعد دقائق عدّة، يعدل زوجي، مع تعنّتي في موقفي، عن فكرته هذه. أقنعه أحياناً بتناول عشاء لذيذ خارج المنزل، وأحياناً أخرى بطلب وجبات عبر خدمة "الدليفري". وفي مرات نادرة أنصاع لرغبته بتناول عشاء خفيف من حواضر المنزل.
وحواضر المنزل تعني، إلى جانب اللبنة والجبنة الخضار والفواكه، الحلويات والمربيات على أنواعها: مربى الفريز والمشمش والتين الأخضر المحشو بالجوز. لا بديل عنها لاختتام مذاقات اليوم، لكن يحصل أحياناً ولكي أخفّف من شعوري بالذنب، أن أتناولها مع خبز خاص بالحمية الغذائيّة. غالباً ما ينتابني الشعور بالذنب بعد إنهاء وجبتي. ويصبح أقوى، لحظة تأملي الثياب الجديدة، التي تضيق بها خزانتي، ويضيق مقاسها عليّ تدريجياً. يبلغ الشعور بالذنب أقصاه عند موعد مناسبة ما.. ماذا سأرتدي؟ أجرّب أثوابي وأتأفف، هذا يظهرني سمينة قليلاً، وهذا لونه فاتح، واللون الغامق يشعرني بالضيق.. أبدّل وأغيّر وأتأمل.. وفي لحظات تخل ما، أتخذ القرار الحاسم: سأعود إلى الريجيم مجدداً.