"لماذا يجب أن تكون روائياً؟".. رحلة داخل السرد وشخصياته
للروائي والناقد السوري هيثم حسين عدة كتب يتناول فيها فن الرواية من حيث الأسلوب والأثر، إذ أصدر سابقاً "الرواية بين التلغيم والتلغيز"، و"الروائيّ يقرع طبول الحرب"، و"الرواية والحياة"، و"الشخصية الروائية مسبار الكشف والانطلاق"، ويضيف حسين إلى هذه القائمة كتاباً جديداً بعنوان "لماذا يجب أن تكون روائياً؟" صدر مؤخراً عن "دار خطوط" في عمّان.
يرى الكاتب أن الروائي "حين يكتب بصدق وجرأة عن واقعه ومجتمعه فإنه يساهم بفضح القمع والجهل فيه، ويخفّف من حدّة القهر والتخلّف المتفشّيين بين ثناياه. فالرواية أداة لتشريح المجتمعات وإحدى الدروب للتخلّص من رواسب الأفكار البائدة المتراكمة التي ما تزال نشطة وفاعلة بطرق مختلفة".
ويقول في تقديمه الكتاب إن الروائي يرتاد أعماق النفس البشرية ويحاول التقاط الكثير من خفاياها وتناقضاتها وتقاطعاتها التي تقاوم بدورها رحلة الروائي فيها، ويقول إن رحله الروائي في النفس لا تنشغل "بتصدير أو تصوير فضيله أو رذيلة، ولا يختص بتعظيم فعل أو تقزيمه ولا بتبرئه جانب أو تأثيمه، بل يكون بحثاً عن الغريب الذي يستوطن النفس والجديد القارّ فيها، وتجريب مختلف السبل لاستكشافها ومواجهة التمويه الذي قد يحجبها عن الدراسة والمقاربة".
لا يتقيّد الروائيّ الرحّالة، بحسب حسين الذي صدرت له خمس روايات، بصور الأمكنة والأوصاف الخارجيّة، تراه يتعمّق في تشريح التركيبة الداخليّة للشخصيّات، ويكون في تشريحه كالعالم الذي يقوم بتجربة علميّة ليأخذ منها الدروس والعبر والنتائج، مع ملاحظة أنّ الخوض في إجراء تجارب متخيّلة على الأنفس والدواخل لا يأتي بالنتيجة نفسها كلّ مرّة، بل هناك مفاجآت تربض لمرتاد الأعماق في تحليلاته وتأويلاته، وهنا تدور الرواية في رحلتها الدائبة في النفس مرّة تلو أخرى متحرّية عن المستجدّ الذي يكون بدوره صدى للمبتكر في عالمه الخارجيّ أو صورة من زاوية غير مرئيّة له.
يذكر أن هيثم حسين هو مؤسس موقع "الرواية" الإلكتروني، وقد صدرت له روايات: "آرام سليل الأوجاع المكابرة"، و"رهائن الخطيئة"، و"إبرة الرعب" التي ترجمت إلى الفرنسية، و"عشبة ضارة في الفردوس"، و" قد لا يبقى أحد.. أغاثا كريستي تعالي أقل لك كيف أعيش"، كما أصدر ترجمات عن الكردية إلى العربية منها "مَن يقتل ممو"، و"أرجوحة الذئاب" وهي مسرحيات للكاتب الكردي بشير ملا.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
