"لماذا؟".. وأسئلة أخرى لعصام محفوظ بعد 44 عاماً

سرحان سرحان، أنطون سعادة، فرج الله الحلو؛ ثلاثة أسماء اختارتها المخرجة لينا خوري لتضعها في زمان ومكان واحد على خشبة مسرح "غلبنكيان" في بيروت الليلة وغداً في عرض بعنوان "لماذا؟".

المسرحية مقتبسة عن إحدى مسرحيات عصام محفوظ التي كتبها سنة 1971 بالعنوان نفسه، ولم تُعرض منذ أن قُدّمت مرة واحدة في العام نفسه حتى أعادت خوري الحياة إليها، بعد أن وضعتها في رؤية جديدة تستند فيها إلى الواقع العربي الراهن.

الأحداث تدور في ستيريو، الملهى الليلي الذي تلتقي فيه الشخصيات الثلاثة وآخرين، والسؤال الأساسي فيها هو "لماذا القتل؟". الشخصيات الثلاث تجربتها السياسية الشخصية وما تعرضت له من عنف؛ هناك سرحان سرحان الفلسطيني الذي اتُّهم باغتيال روبرت كينيدي عام 1968، وما زال يقضي حكم المؤبد حتى اليوم، ومؤسس الحزب السوري القومي أنطوان سعادة الذي أعدم عام 1949، واللبناني فرج الله الحلو الذي أُذيبت جثّته بعد قتله تحت التعذيب في أقبية النظام السوري عام 1959.

تتناول خوري أيضاً سؤال القبول بالراهن الذي تعيشه شعوب المنطقة، وتستكشف أشكال النضال الفردي وتجاربه وتاريخه، معتبرة أن ما يحدث عادة هو نضال فردي أكثر من ثورات شعبية، لذلك تحقق تلك التجارب الفردية حضوراً في الذاكرة، بعد أن تتعرض للعنف والسجن والموت.

النص كُتب قبل 44 عاماً ويتناول، بشكل أساسي، موقف الشعوب العربية من القضية الفلسطينية في تلك الفترة، ولكن المحور الأساسي الذي حافظت عليه المخرجة كما هو في النص القديم يدور حول أن الشعوب لا تقبل فقط بالواقع وتخضع إليه، بل إنها تحارب كل من يحاول تغييره، هذا الذي سيصبح ضحية آخر المطاف.



اقرأ أيضاً: طبقات الإرهابيين