"لقاء موسكو": إسقاط "بالروح بالدم" و"العودة إلى حضن الوطن"

27 يناير 2015
تخوف من أن يقدم الإعلان هدية للنظام (الأناضول/Getty)
+ الخط -
في اليوم الثاني من أعمال "لقاء موسكو"، توافقت بعض الأطراف السورية المعارضة على تشكيل لجنة صياغة وثيقة سياسية، من أجل طرحها للنقاش، ومحاولة اعتمادها في الجلسة الختامية، قبل لقاء وفد النظام غداً الأربعاء.

وضمت اللجنة المكلفة بصياغة الوثيقة عضو "هيئة التنسيق"، صفوان عكاشة، وعضو "جبهة التغيير والتحرير"، فاتح جاموس، وعضو "الحزب الديمقراطي"، خالد عيسى، وميس الكريدي، ومجد نيازي.

وذكر مصدر في الاجتماع، لـ"العربي الجديد"، رفض الكشف عن اسمه، أنه في حال تم التوافق على الوثيقة، فسيتم تقديمها لوفد النظام في اجتماع الغد، وأنّ هذه الوثيقة تعتمد على مسألتين: أولاً، إمكانية التوافق على إعلان نوايا سياسية مع النظام، وثانياً، الملف الإنساني، وفي مقدمته الإفراج عن المعتقلين والمخطوفين الذين بينهم قيادات في تنظيمات، ينتمي إليها بعض المجتمعين، وهناك نية لتشديد المطالب في هذا الجانب، وخاصة الجزء المتعلق بمسؤولية النظام.

وأضاف المصدر: "نحن نرى الأحداث من هذه الزاوية، وهذه رؤيتنا وقراءتنا للأحداث"، وهو أمر يتخوف منه بعض المشاركين، باعتبار أنه يقدم هدية مجانية للنظام سيعتبر من خلالها أن المجتمعين يقفون في خندق واحد معه.

وأشار إلى أن أعضاء "هيئة التنسيق الوطني متخوفون من إعلان النوايا السياسية، على الرغم من أنه لن يخرج عن إعلان القاهرة وما جاء فيه من بنود"، وتابع: "سنقدمه ونرى إن كان النظام يوافق عليه، وإذا شعرنا بأنه يأخذنا من خلال الموافقة عليه إلى مكان آخر، فسنعطل الإعلان ونعتبره لاغياً".

وأكد المصدر تخوف آخرين إلى جانب "هيئة التنسيق" من أن يقدم الإعلان هدية مجانية للنظام، فيكسبه نقطة سياسية بالغة الأهمية بلا مفاوضات ومقابل لا شيء، حتى وعود بالإفراج عن المعتقلين والمخطوفين، ولذلك فقد لا يتم تمرير إعلان النوايا حتى قبل طرحه على وفد النظام.

ومما تسرب عن "لقاء موسكو" في يومه الثاني، أن هناك أطرافاً حاولت "تفجير" الاجتماع بطروحات، من قبيل عدم الحاجة إلى مؤتمر جنيف، وأن الحل يكون بـ"العودة إلى حضن الوطن"، الأمر الذي فسره المجتمعون بأنه طلب العودة إلى حضن النظام.

وقد نُسب الطرح إلى أعضاء "هيئة العمل الوطني" المقيمين في دمشق، بعد نشاط سياسي مارسوه في الخارج في بداية الثورة. ومن الأمور التي أثارت صخباً واحتجاجات في الاجتماع إلى حين تلافيها وتهميشها، وثيقة ولاء "بالروح بالدم"، لبشار الأسد، قام ممثلو مجلس العشائر بتوزيعها على المجتمعين، فجوبهت بالاستغراب والإدانة.

من جهته، بدأ عضو المكتب التنفيذي في "هيئة التنسيق الوطنية" المعارضة، صفوان عكاش، والمشارك بصفته الشخصية، جلسة يوم الإثنين، بالهجوم على شخصيات مشاركة معروفة بقربها من النظام، قائلاً إن "ما يجري بين معارضة رسمية، وأخرى غير رسمية"، في حين بدت لقاءات يوم الثلاثاء أخف حدة، حيث هناك توافق على "فصل الأزمة الإنسانية عن الشأن السياسي" بحسب مصادر معارضة.

كما برز خلاف بين أعضاء "هيئة التنسيق" الذين أشاروا إلى إمكانية عدم المشاركة في اللقاء المقرر أن يجمع المعارضة بوفد السلطة يوم الأربعاء المقبل، في حين أصر رئيس "حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي والفاعل الأبرز في "الإدارة الذاتية الديمقراطية"، التي تسيطر على مناطق من الحسكة، صالح مسلم محمد، على الجلوس على الطاولة مع النظام.

ويأتي هذا الإصرار في وقت شهدت فيه الأيام الماضية اشتباكات عنيفة بين "قوات الحماية الشعبية" التابعة للإدارة الذاتية، والقوات النظامية في مدينة الحسكة، تسبب في مقتل وجرح العشرات من الطرفين، إضافة إلى سيطرة الأولى على عدة نقاط للنظام.

وعلم "العربي الجديد"، من مصادر مطلعة، طلبت عدم ذكر اسمها، أن توجهات المجتمعين في "لقاء موسكو"، تميل إلى طرح مسائل إنسانية كإطلاق الحريات السياسية، وإطلاق سراح المعتقلين، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة، وإدخال المواد الإنسانية إليها، على أن تؤجل القضايا السياسية إلى لقاء مقبل قد يحدد موعده في نهاية اللقاءات، عقب رفض شخصيات مثل سهير سرميني، طرح مسألة رئاسة الجمهورية، مهددة بالانسحاب.

وأضافت أنه "من المتوقع أن يتلو الفنان جمال سليمان البيان الناتج عن لقاء القاهرة باسم مجموعة هيئة التنسيق كورقة أساسية في اللقاء"، لافتاً إلى أن "النظام يدفع إلى إصدار بيان بما سيتم التوافق عليه، وقد يكون ذلك بهدف إضعاف بيان جنيف".