"لحاء" منى مرزوق.. واقع ثلاثي الأبعاد

04 يونيو 2018
(من المعرض)
+ الخط -
تحت عنوان "لحاء"، تقيم الفنانة المصرية المعاصرة منى مرزوق معرضاً في غاليري "جيبسوم" في القاهرة، يتواصل حتى الثاني من تموز/ يوليو المقبل.

يضمّ المعرض أعمالاً تمثّل سلسلة جديدة من اللوحات التي تسعى الفنانة (1996) من خلالها إلى صناعة رابط بين التقليدية الشكلية، والإدراك، وبعض المفاهيم الحديثة في الفلسفة حول تكنولوجيا الواقع الافتراضي.

يتكوّن المعرض من لوحات أكريليك على قماش مخططة بعناية ومنفذة بتنميق شديد. في هذه السلسلة تجعل مرزوق ضربات فرشاتها الخفية مرئية للمشاهد في انحراف طفيف عن أسلوبها المميز في استخدام المساحات اللونية ذات الفواصل الحادة، وتنبع مصادرها من الصور التي يتم تداولها على الإنترنت بحرية وتنتهج اللوحات جمالية هجينة حيث تضع أجسامها في فراغ معلّق من الألفة المشوشة.

تتبع الفنانة تاريخ الأشياء الثقافي وماضيها كوسيلة للتنبوء بمستقبلها، وتوقعه، مستعيرة مفاهيم الفيلسوف الألماني توماس ميتزينغر عن الوعي الإنساني، حيث يرى الأخير أن وعينا اليومي بالعالم يبدو سهلاً، كنتيجة للكيفية التي ينتج بها العقل البشري واجهة ما: واقع افتراضي يسمح باختبار الأشياء الملموسة والألوان والوقت.

في هذه السلسلة تستخدم مرزوق جذع الشجرة لتستكشف كيف يرى البشر محيطهم والاستخلاصات المشهدية التي تنتجها هذه العملية في ارتباطها بالذات الواعية.

تبتكر الفنانة من خلال استخدام أنماط الواقع الافتراضي إيهاماً بصرياً بعمق ثلاثي الأبعاد، كوسيلة لتعقيد اختبارنا السهل للواقع، بينما يأخذ في الاعتبار الهموم البيئية بجعل جذع الشجرة البطل الرئيسي للمشروع.

هذه ليست المرة الأولى التي تعرض فيها مرزوق في "جيبسوم" فقد سبق وأن قدمت معرضاً عام 2014، مستوحى من قضية ترايفون مارتن الشهيرة، ولكن مصدر الإلهام الأولي للمعرض كان قاعات المحاكم المصرية، وخاصة الدور الذي لعبته منذ 2011 في ظل التغيرات السياسية والتغطية الإعلامية لها.

في ذلك المعرض قامت مرزوق بالبحث في تاريخ المحاكم والمساحة التي توفرها للعرض والنقاش والتحليل في مصر وبلاد آخرى.

دلالات
المساهمون