"لا ثقة" من الشارع اللبنانيّ للحكومة الجديدة

21 مارس 2014
يرفض المعتصمون أن تنال الحكومة الثقة (عبد الرحمن عرابي)
+ الخط -

تحرّك عدد من الشباب اللبنانيّ رفضاً لمنح المجلس النيابي ثقته للحكومة وتجمعوا قرب مجلس النواّب في وسط بيروت، حيث يلقي ممثّلو الأمّة كلماتهم. حمل المشاركون "أدواتهم البسيطة" لإيصال فكرتهم. "الفكرة أتت سريعاً دون تخطيط مسبق" يقول أحد المنظّمين لـ"العربي الجديد"، وهو يخطّ عبارة "#لا_ثقة" على ورقة بيضاء. وقف عناصر الشرطة والجيش قرب الشباب تحسّباً. تغامزوا فيما بينهم: "ممنوع تجاوز الحاجز تحت طائلة الضرب".

يدّقق الجنديّ على الحاجز في أوراق السيّارات الداخلة إلى وسط بيروت، حيث يقع مجلس النواّب. تنحصر فئة السيّارات المسموح دخولها إلى محيط المجلس بتلك العائدة للنواب. يرفع المرافقون بطاقات التعريف في وجه الجنديّ من خلف الزجاج الداكن فتمرّ السيّارات الفارهة. ينتبه أحد الناشطين المشاركين للظاهرة فيخّط سريعا ورقة "النواب قطاّع طرق class" ويرفعها في وجه السيارات الداخلة.

ظلّت الوقفة صامتةً، يقطع هدوءها صوتُ تحريك الجنديّ للحاجز الحديديّ على الزفت مراراً وتكراراً أمام المواكب والسيارات الرسميّة. تهامس المشاركون فيما بينهم "كيف لمجلس نيابيّ خان الناخبين ومدّد لنفسه أن يمنح حكومةً الثقة؟"، في إشارة إلى أن النواب مددوا ولايتهم في يونيو/ حزيران من العام الماضي بدل إجراء الانتخابات في موعدها. يجيب أحد المشاركين "إنها السياسة، فالحكومة قائمة على المصالح السياسية للفرقاء لا على حاجات الشعب ومطالبه".

انتهى التحرّك الشبابيّ خلال نصف ساعة، لكنّ اللافتات التي رفعها مجهولون على الجسور الرئيسيّة في بيروت بقيت صامدة. فوجىء المارّة في الصباح الباكر بعبارة "لا_ثقة" تعلو الجسور عند المداخل الرئيسيّة للعاصمة.

وشارك ناشطون في حملة إلكترونية موازية للتحركات على الطرقات تحت عنوان "لا_ثقة" في دعوة اللبنانيين لرفض منح الحكومة الجديدة الثقة "ما لم تضع قضايا الناس في رأس أولياتها".

يجزم الناشطون المشاركون أن تحركاتهم هي "أضعف الإيمان" في بلدٍ يحتاج كل ما فيه إلى الإصلاح، من القوانين الانتخابية إلى قوانين السير والبناء.

عبر المشاركون في هذا الاعتصام عن رفضهم حالة سائدة، لا يبدو أن أحداً قادراً على مواجهتها حتى هذه اللحظة.

 

 

المساهمون