ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أميركي، قوله إن الولايات المتحدة لا تزال قلقة بشأن تزويد المعارضة السورية بنظم دفاع جوي محمولة، مشدداً على أن الموقف لم يتغير بهذا الشأن.
وجاءت هذه التصريحات بعدما نقلت وكالة "اسوشيتد برس" عن مسؤول أميركي، اشارته اليوم الجمعة، إلى توّجه جديد للإدارة الأميركية حيال الأزمة السوريّة، قد يسمح بتزويد المعارضة المسلحة بصواريخ دفاع جوي محمولة كتفاً.
ووفقاً للمسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لأنه لا يجوز له مناقشة المداولات الأميركية الداخلية، فإن من بين أسباب حدوث تحول في الادارة الأميركية، الفهم الأكبر المتوافر لدى الولايات المتحدة حول تركيبة الثوار السوريين. لكن المسؤول أشار إلى أن ادارة أوباما لا تزال لديها مخاوف بشأن تصعيد القتال على الأرض في سوريا.
وجاء الحديث عن احتمال حدوث تبدل في توجه الادارة الأميركية، غداة فرض النظام السوري سيطرته على مواقع استراتيجية، كانت تسيطر عليها كتائب المعارضة المسلحة، خلال الأشهر القليلة الماضية، ولا سيّما في ريف دمشق والمناطق الغربية من ريف حمص.
ومن شأن اتخاذ الادارة الأميركية قراراً بالسماح بتزويد المعارضة السورية بصواريخ "مانباد"، المضادة للطائرات، أن يحدث تحوّلاً نوعياً في استراتيجية الولايات المتحدة التي اقتصرت مساعداتها للمعارضة السوريّة على الأسلحة غير الفتاكة، فضلاً عن المساعدات الإنسانية.
و"مانباد" هي منصات اطلاق صواريخ لديها القدرة والقوة الانفجارية على مهاجمة الطائرات والمروحيات التي تحلق على ارتفاعات منخفضة. ويقدّر مسؤولون أميركيون امتلاك الحكومة السورية الآلاف من الطراز الروسي لهذه الصواريخ المحمولة على الكتف.
وفي السياق، قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الولايات المتحدة مستعدة لزيادة المساعدات السريّة للمعارضة السورية، في إطار خطة تناقشها مع حلفائها بالمنطقة.
وذكر الكاتب المتخصص في الشؤون الخارجية، ديفيد اغناتيوس، في مقال نشرته الصحيفة، أمس الخميس، أن الخطة تشمل تدريب الاستخبارات الأميركية نحو 600 مقاتل في المعارضة السورية كل شهر في السعودية والأردن وقطر، فضلاً عن إمداد قوات المعارضة بقاذفات صواريخ مضادة للطائرات للتصدي لهجمات النظام الجويّة.
وواجهت إدارة أوباما انتقادات في الكونغرس لعدم اتخاذ اجراءات إضافية بخصوص سوريا، التي قتل فيها نحو 140 ألف شخص، وفر منها ملايين اللاجئين.
وقال إغناتيوس إن الخطة، التي لا تزال في طور الإعداد، دعت إلى التحقق من وجود صلات بين قوات المعارضة والمتطرفين خلال التدريب وبعده.
وجاء في المقال أن قطر عرضت توفير الأموال خلال العام الأول للبرنامج الذي قد يتكلف مئات الملايين من الدولارات. وأضاف أن البرنامج سيسعى لتحقيق الاستقرار في سوريا بمساعدة المجالس المحلية، وقوات الشرطة في المناطق غير الخاضعة لسيطرة الأسد، فضلاً عن إقامة ممرات آمنة للمساعدات الانسانية.